وسبحان الذي سبقهم إلى هذا الاسم فقال عن النجوم التي تزين السماء:
{ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }
شكل نرى فيه النجوم البعيدة تظهر كالمصابيح المتلألئة في السماء.
إن العلماء اليوم يسمون هذه النجوم "مصابيح"
وقد سبقهم القرآن إلى هذا الاسم قبل 1400 سنة،
{ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ }
أليست هذه معجزة واضحة للقرآن؟
ألا نرى من خلال هذا الاسم التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم
من حقائق كونية يقينية، وبين كلمات القرآن الكريم؟
ولكي يكون كلامنا موثقاً وعلمياً وفيه رد على أولئك المشككين
بالإعجاز العلمي والكوني لكتاب الله تعالى،
سوف نأتي بأقوال العلماء بحرفيتها ومن مصادرها.
لقد جاء في إحدى المقالات بعنوان:
"متى تشكلت الأبنية الكونية الأولى" (6)،
"Since light from a quasar illuminates all
of the material along its path to us, quasars serve
as distant flashlights revealing the properties
"بما أن النجوم اللامعة تُنير كل المادة على طول الطريق الواصل إلينا،
مثل مصابيح كاشفة بعيدة تكشف خصائص الكون المبكر".
وقد وجدتُ بأن جميع العلماء
عندما يتحدثون عن هذه النجوم المبكرة البرّاقة يشبهونها بالمصابيح،
حتى إن أحد هؤلاء العلماء يقول (7) :
"they act as the brightest flashlights"
"إن هذه النجوم تعمل مثل المصابيح الأكثر لمعاناً" (8) .
إن هؤلاء العلماء عندما رأوا هذه النجوم البعيدة،
رأوا تطابقاً تاماً بينها وبين المصابيح التي تضيء لهم الطريق،
ولذلك سارعوا إلى تسميتها بهذا الاسم، وسبحان من سبقهم إلى هذا الاسم،
كيف لا يسبقهم وهو خالق المصابيح وخالق الكون!
أحد النجوم البراقة أو الكوازارات يُرى على حافة الكون المرئي،
ويبعد عنا آلاف الملايين من السنوات الضوئية،
ويظهر تماماً كالمصباح المضيء في وسط الظلام الدامس،
لاحظ أن إضاءة هذا النجم أكبر من إضاءة المجرات التي تظهر من حوله.
وتبارك الله العظيم الذي خلق هذه النجوم وزين بها السماء
وسماها قبل هؤلاء العلماء بالمصابيح!
ما معنى هذا التطابق والتوافق بين ما يكشفه العلماء
في القرن الحادي والعشرين وبين كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً؟
وما معنى أن يسمي العلماء الأشياء التي يكتشفونها تسميات
هي ذاتها في القرآن وهم لم يقرءوا القرآن؟
إنه يعني شيئاً واحداً وهو أنكم أيها الملحدون المنكرون لكتاب الله وكلامه،
مهما بحثتم ومهما تطورتم ومهما اكتشفتم،
فسوف تعودون في نهاية الطريق إلى هذا القرآن،
وسوف ترجعون إلى خالقكم ورازقكم والذي سخر لكم هذه الأجهزة
لتشاهدوا خلق الله تعالى وآياته ومعجزاته،
بأنه سيُريكم آياته في الآفاق وفي القرآن حتى تستيقنوا
بأن هذا القرآن هو كلام الله الحق.
إذن استمعوا معي إلى هذا البيان الإلهي المحكم:
{ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *
أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ }
وجوه متعددة لإعجاز الآيات
في الآيتين السابقتين عدة معجزات لا يمكن إنكارها،
وسوف نناقش هذه المعجزات دون أي تأويل،
بل سنبقى في المعنى المباشر والواضح للآيات.
وسوف نرى أن هذه المعاني شديدة الوضوح،
وبما يتناسب مع الاكتشافات الكونية الحديثة.