وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :
أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم:
( لا تشرب الخمر، فإنها مفتاح كل شر(
العقلاء يجتنبون الخمر
قالت عائشة رضي الله عنها:
حرم أبوبكر رضي الله عنه الخمر على نفسه فلميشربها في الجاهلية
ولا في الإسلام، وذلك أنه مر برجل سكران يضع يده فيالعذرة – البراز –
ويدنيها من فيه فإذا وجد ريحها صرف عنها فقال:
إن هذا لايدري ما يصنع فحرمها.
وقال الأبشيهي رحمه الله:
ممن ترك الخمر في الجاهلية عبدالله بن جدعان، وكان جوادا من سادات
قريشوذلك أنه شرب مع أمية بن أبي الصلت الثقفي فضربه على عينه
فأصبحت عين أميةمخضرة يخاف عليها الذهاب
فقال له عبدالله: ما بال عينك؟ فألح عليه فقال: أولست ضاربها بالأمس؟
فقال عبدالله: أو بلغ مني الشراب ما أبلغ معه هذا؟ لاأشربها بعد اليوم
ثم دفع له عشرة آلاف درهم. وقال: الخمر عليّ حرام، لاأذوقها بعد اليوم أبداً.
وممن حرمها في الجاهلية أيضا قيس بن عاصم وحدث له مرة أنه سكر
والله لا أبرح حتى أنزله ثم يثب الوثبة بعد الوثبة ويقع علىوجهه فلما
أصبح وأفاق قال: مالي هكذا؟ فأخبروه بالقصة، فقال: ولا أشربهاأبداً،
ومن هؤلاء أيضا العباس بن مرداس وقد قيل له:
لم تركت الخمر وهي تزيدفي سماحتك؟
أكره أن أصبح سيد قومي وأمسي سفيههم.
وقال الأبشيهي أيضاً:
استلقى سكران على الطريق فجاء كلب فلحس شفتيه فقال: خدمك بنوك
ولا عدموك، فبال على وجهه فقال: وماء حار أيضا بارك الله فيك.
وهكذا أيها الحبيب فإن الخمر تذهب العقل وتجعل مدمنها في صفوف
الفاسقينوالسفهاء وتزري بهم وتحط من شأنهم، ولو رأى هذا السكران
نفسه وأفعاله حينيسكر لدفعه احترامه لنفسه إلى نبذها والإقلاع عنها،
فكيف وشربها كبيرة منالكبائر.
نسأل الله تعالى أن يهدينا والمسلمين سواء السبيل،
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين