عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-18-2013, 10:20 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

لو أنَّ عددَ المؤمنين الصادقينَ في الأرض اثنا عشرة ألف رجل ما غُلِبوا
فكيفَ إذا كانوا ألفَ مليون.. ألف مليون.. ماذا يعني ذلك..؟..
القضية عندَ الله ليست بالمظاهر، المظاهر الإسلامية الصارخة
والمصاحف والأشرطة والخُطب، والجوامع ملأىَ بالمُصلين، هذه مظاهر،
تُبشر بالخير، ولكن ليست كذلك عِندَ الله،
عِندَ الله عدد المسلمين هو عدد الطائعين، عدد المُلتزمين، من وليُّ الله
أهو الذي يطير في الهواء.. قال: لا.. أهو الذي يمشي على وجه الماء..
قال: لا.. الوليُّ كلُّ الوليّ الذي تجده عِندَ الحلالِ والحرام.
فيا أخي الكريم..
إسلامك في معملك، إسلامك في دكانك، إسلامك في وظيفتك،
إسلامك في بيعك وشرائك، إسلامك في تعاملك، إسلامك في جوارحك
، في مهنتك، هذا هو الإسلام
أول حديث:
( طوبى للغرباء )
قيلَ ومن الغرباء يا رسول الله
قال
( الذين يصلحون إذا فَسَدَ الناس )
حديثٌ آخر:
يقول عليه الصلاة والسلام:
( طوبى للغرباء )
ما معنى يزيدون إذا نَقَصَ الناس..؟
يعني إذا قلَّ أهلُ الخير زادَ خيرهم وإذا قلَّ أهل المعروف زادَ معروفهم،
وإذا قلَّ أهلُ الورع زادَ ورعهم، وإذا قلَّ أهلُ الالتزام زادَ التزامهم،
الذين يزيدون في المعروف وفي الورع وفي الطاعة وفي القربات
وفي البذل وفي التضحية إذا نَقَصَ الناس.
عَنِ الأعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأحْوَصِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( إِنَّ الإسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ )
قبيلة خرجَ منها واحدٌ أو اثنان تعرّفا إلى الله عزّ وجل وطبقّا
أمرَ النبي وجاهدا في سبيله وبذلا الغالي والرخيص والنفسَ والنفيس
فهذا نَزَعَ من القبيلة.. ، الأكثرية مُقيمةٌ على أكلِ الرِبى،
وعلى لَعِب الميسر، وعلى متابعة الأعمال الفنية الساقطة، .. صارَ الناسُ
موحدين بنزعاتهم التي لا تُرضي الله عزّ وجل، أهدافهم كما قلتُ قبلاً
الإنسان وعاء أخطر ما في الوعاء ماذا يُصبُّ فيه... أنت ما الذي يغذيك
ثقافيّاً، الغذاء المعروف معروف الطعام والشراب
أما هذه النفس هي وعاء ماذا يُصبُّ فيها
أخبار الفنانين، أخبار أهل الدنيا، أخبار الساقطين والساقطات
ما الذي تقرؤهُ
ما الذي تستمعُ إليه
ما الذي تُشاهده
هذا الوعاء ماذا يُصبُّ فيه..؟
. لن يخرجَ منه إلا مثلَ الذي يصبُّ فيه،
فإذا ملأتَ وعاءك من أخبار الفنانين فلن تتكلّمَ إلا عنهم،
وإن ملأتَ وعاءكَ من أخبار أهل الدنيا
وكيف سافروا وكيف تزوجوا وكم بذلوا والمُتع التي مارسوها والشهوات
التي غَرِقوا فيها والأفعال الخسيسة التي فعلوها لن تستطيع أن تتحدثَ
إلا عن هؤلاء،
أما إذا ملأتَ وعاءكَ من كتاب الله ومن سُنّة النبي عليه الصلاة والسلام
ومن بطولات أصحاب رسول الله.. راقب نفسك إذا أردتَ الحديث
لن تتحدثَ إلا عن هؤلاء.. أبداً..
هذا الذي قاله الأجداد:
" كلُّ إناءٍ بالذي فيه ينضحُ ".
أخطر ما في الأمر أن تُراقب من الذي يُغذيك، عندك مصادر مسموعة،
وعندك مصادر مقروءة، وعندك مصادر مشاهدة... هذه المصادر
فلن تتكلم إلا من هذا الذي تستمعُ إليه، ما يخرج منك من جنس ما تُغذى
به، قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت قل لي ماذا تُشاهد أقل لك من أنت
قل لي ماذا تسمع أقل لك من أنت.
قال صلى الله عليه وسلم:
( فطوبى للغرباء )
تجد أسرة كبيرة في علاقاتها، اختلاط، مع احتفالات،
تجد مطاعم كلها إكراماً لشهر رمضان المبارك تقدّم وجبات نفيسة
وطيبة ونساء ورجال بأبهى زينة وبلا صلاة، يقول لك سهرنا للساعة
الثانية ونمنا أين السَحور بقي وأين الفجر.. هكذا الناس.
حديثٌ رابع:
حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مِلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
( إِنَّ الدِّينَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا
وَلَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الأرْوِيَّةِ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ
إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ
الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي.)
النبي له سُنّة. كلٌّ يدّعي وصلاً بليلى، كلٌّ يدعي أنه يحبُ رسول الله
وقد قالَ الله عزّ وجل:
} قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {
( سورة آل عمران 31)
لا أصدّق أن تدّعي حُبَّ رسول الله أو حُبَّ الله عزّ وجل
وأنتَ مُخالفٌ سُنّته، أبداً.. علامة حُبكَ للهِ عزّ وجل اتباع سُنّة نبيه.
يحيون السنة بالتطبيق وينشرونها بالتعليم، يحيونها بالتطبيق وينشرونها بالتعليم.
} وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ {
( سورة الأنفال33 )
أجمعَ المفسرون على أنَّ هذه الآية تعني:
أنه إذا كانَ النبي عليه الصلاة والسلام بين ظهرانيهم.. بينَ أصحابه
لن يُعذبوا، وأنه إذا كانت سُنّته مُطبقةً في من بعده لن يُعذبوا،
فأنتَ متى لا تُعذب..؟.. في حالتين:
إما أن تكونَ مع النبي الكريم شخصيّاً،
وإما أن تكونَ سُنّته معك مُطبقةً في بيتك. نعم لا تُعذب.

تأتي الفِتن كقطع الليل المُظلم. إلا من رَحِمَ ربك، إلا من نجاه الله عزّ وجل،
بعيدٌ عن هذه الفِتنة. .. هناكَ فِتنٌ تدعُ الحليمَ حيران، المؤمن الصادق
يُنجيه الله عزّ وجل من هذه الفِتن، أخفياء لا يُحبون الشُهرة،
أتقياء لا يحبون المعصية، أبرياء ليسوا متهمين، إذا غابوا لم يُفتقدوا،
وإذا حضروا لم يُعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل فِتنةٍ عمياء مظلمة.
هم لا يسعونَ إلى رِفعةٍ بين الناس إلى رِفعةٍ عِندَ الله عزّ وجل
البطولة أن تحجز مكانةً عِندَ الله:
} إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54)
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) {
( سورة القمر )

رد مع اقتباس