{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ
وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
وفي آية أخرى نجد قوله أيضاً:
{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً }
وسبحان الله تعالى! كلمة يستخدمها القرآن في القرن السابع،
ويأتي العلماء في القرن الحادي والعشرين ليستخدموا نفس الكلمة
بعدما تأكدوا وتثبَّتوا بأن هذه الكلمة تعبِّر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة الكون
وأنه بناء محكم، فهل هذه مصادفة أم معجزة؟!
تظهر الصور الملتقطة حديثاً للكون وجود مادة مظلمة لا تُرى
اتضح أنها تشكل أكثر من 95% من البناء الكوني.
وأن كل ما نراه من مجرات وغبار وغاز ودخان كوني
لا يشكل إلا أقل من 5 % من الكون.
وهذه المجرات تظهر بألوان زاهية ومتنوعة ويشبهها العلماء اليوم
بأنها كاللآلئ التي تزين العقد!
وأن المادة والطاقة يملآن الكون فلا وجود للفراغ.
إذن الحقيقة الكونية اليقينية التي يراها العلماء اليوم يمكن تلخيصها:
"الكون هو بناء، وهو مزيَّن، ولا يوجد فيه فراغ أو شقوق".
والعجيب أن القرآن قد سبق هؤلاء العلماء ولخص لنا هذه الحقائق
{ أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وزَيَّنَّاهَا وما لها مِنْ فُرُوجٍ }؟
وفي أقوال العلماء عندما تحدثوا عن البناء الكوني
نجدهم يتحدثون أيضاً عن تشبيه جديد
وهو أن المجرات وتجمعاتها تشكل منظراً رائعاً بمختلف الألوان الأزرق
والأصفر والأخضر مثل الخرز على العقد،
أو مثل اللآلئ المصفوفة على خيط. أي أن هؤلاء العلماء يرون بناءً وزينةً.
ففي إحدى المقالات العلمية
نجد كبار علماء الفلك في العالم يصرحون بعدما رأوا بأعينهم هذه الزينة:
Scientists say that matter in the Universe forms
a cosmic web, in which galaxies are formed along
filaments of ordinary matter and dark matter like
وهذا معناه: "يقول العلماء: إن المادة في الكون تشكل نسيجاً كونياً،
تتشكل فيه المجرات على طول الخيوط للمادة العادية والمادة المظلمة
مثل اللآلئ على العقد" (3(
إذن في أبحاثهم يتساءلون عن كيفية بناء الكون،
ثم يقررون وجود بناء محكم، ويتحدثون عن زينة هذا البناء.
ويقررون أن الكون يمتلئ بالمادة العادية المرئية
والمادة المظلمة التي لا تُرى،
أي لا وجود للفراغ أو الشقوق أو الفروج فيه.
وقد كانت المفاجأة الثانية عندما وجدتُ أن القرآن يتحدث بدقة تامة
وتطابق مذهل عن هذه الحقائق في آية واحدة فقط!!!
والأعجب من ذلك أن هذه الآية تخاطب الملحدين الذين كذبوا بالقرآن،
والتأمل والبحث عن كيفية هذا البناء وهذه الزينة الكونية،
وتأمل ما بين هذه الزينة كإشارة إلى المادة المظلمة، تماماً مثلما يرون!!!
{ أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ }
والفروج في اللغة هي الشقوق كما في معجم لسان العرب.
وتأمل أخي القارئ كيف يتحدث هؤلاء العلماء في أحدث اكتشاف لهم
عن كيفية البناء لهذه المجرات،
وكيف تتشكل وكيف تُزين السماء كما تزين اللآلئ العقد،
ماذا يقول البيان الإلهي مخاطباً هؤلاء العلماء وغيرهم من غير المؤمنين:
{ أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ }
حتى الفراغ بين المجرات والذي ظنّه العلماء أنه خالٍ تماماً،
اتضح حديثاً أنه ممتلئ تماماً بالمادة المظلمة،
وهذا يثبت أن السماء خالية من أية فروج أو شقوق أو فراغ.
كلمات قرآنية في مصطلحات الغرب!
وسبحان الذي أنزل هذا القرآن!
الحقُّ تعالى يطلب منهم أن ينظروا إلى السماء من فوقهم،
ويطلب منهم أن يبحثوا عن كيفية البناء وكيف زيَّنها،
وهم يتحدثون عن هذا البناء وأنهم يرونه واضحاً،
ويتحدثون عن شكل المجرات الذي يبدو لهم كالخرز الذي يزين العقد.
ونجدهم في أبحاثهم يستخدمون نفس كلمات القرآن !