عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08-18-2013, 11:28 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

نظر اعتبار وتفكر وأن القادر على إيجادها قادر على الإعادة
{ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } فرفعناها بلا عمد { وَزَيَّنَّاهَا } بالنجوم { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ }
جمع فرج وهو الشق. وقال الكسائي ليس فيها تفاوت ولا اختلاف ولا فتوق.
وفي تفسير الطبري رحمه الله تعالى،
نجده يقول: القول في تأويل قوله:
{ والسماءَ بناءً }
[ البقرة : 22 ] .
قال أبو جعفر:
وإنما سميت السماء سماءً لعلوِّها على الأرض وعلى سكانها من خلقه،
وكل شيء كان فوق شيء آخر فهو لما تحته سماة.
ولذلك قيل لسقف البيت: سماوة، لأنه فوقه مرتفع عليه.
فكذلك السماء سميت للأرض سماء، لعلوِّها وإشرافها عليها.
وعن قتادة في قول الله:
{ والسماءَ بناءً }
[ البقرة : 22 ] .
قال: جعل السماء سقفاً لك.
ونتساءل الآن: أليس ما فهمه المفسرون رحمهم الله تعالى من هذه الآيات،
هو ما يكتشفه العلماء اليوم؟ أليست المادة تملأ الكون؟
أليست النجوم والمجرات كالزينة في السماء؟
أليست هذه السماء خالية من أي فروج أو شقوق أو فراغات؟
وهذا يؤكد وضوح وبيان النص القرآني وأن كل من يقرأ كتاب الله تعالى،
يدرك هذه الحقائق كلٌّ حسب اختصاصه وحسب معلومات عصره.
أوجه الإعجاز والسبق العلمي للآيات
تساؤلات نكررها دائماً:
لو كان القرآن من تأليف محمد عليه صلوات الله وسلامه،
إذن كيف استطاع وهو النبي الأمي أن يطرح سؤالاً على الملحدين
ويدعوهم للنظر في كيفية بناء الكون؟ كيف حدَّد أن النجوم تزين السماء؟
ومن أين أتى بمصطلح علمي دقيق مثل "بناء"؟
كيف علم بأن الكون لا يوجد فيه أية فراغات أو شقوق أو فروج أو تفاوت؟
من الذي علَّمه هذه العلوم الكونية في عصر الخرافات الذي عاش فيه؟
إن وجود تعابير علمية دقيقة ومطابقة لما يراه العلماء اليوم
دليل على إعجاز القرآن الكوني،
ودليل على السبق العلمي لكتاب الله تعالى في علم الفلك الحديث.
وفي كتاب الله تعالى نجد أن كلمة { بناءً } ارتبطت دائماً بكلمة { وَالسَّمَاءَ } .
وكذلك ارتبطت بزينة الكون وتوسعه،
يقول تعالى:
{ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }
[ الذاريات : 47 ] .
والعجيب أننا لا نكاد نجد بحثاً حديثاً يتناول البناء الكوني،
إلا ونجدهم يتحدثون فيه عن توسع الكون!!
وهذا ما فعله القرآن تماماً في هذه الآية العظيمة
عندما تحدث عن بنية الكون { بَنَيْنَاهَا } وعن توسع الكون { لَمُوسِعُونَ}
أي أن القرآن هو أول كتاب ربط بين بناء الكون وتوسعه.
وسؤالنا من جديد:
ماذا يعني أن نجد العلماء يستخدمون التعبير القرآني بحرفيَّته؟
إنه يعني شيئاً واحداً
وهو أن الله تعالى يريد أن يؤكد لكل من يشكّ بهذا القرآن،
أنهم مهما بحثوا ومهما تطوروا لا بدّ في النهاية أن يعودوا للقرآن!
هنالك إشارة مهمة في هذه الآيات
وهي أنها حددت من سيكتشف حقيقة البناء الكوني،
لذلك وجَّهت الخطاب لهم.
ففي جميع الآيات التي تناولت البناء الكوني نجد الخطاب للمشككين بالقرآن،
ليتخذوا من اكتشافاتهم هذه طريقاً للوصول إلى الله واليقين
والإيمان برسالته الخاتمة.
واستمع معي إلى هذا البيان الإلهي :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ *
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ
وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }
[ البقرة : 21 - 24 ]



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس