الأخ / وائل صلاح عطيه
عفواً ... هذا زمان التمييز و التمحيص
{ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا
فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }
إن المتأمل في حال العالم الإسلامي بعد هذا الزمان الشريف ..
زمان رمضان، ليتأكد له حقيقة أننا نعيش في زمان التمييز والتمحيص ..
{ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ..}
أولستم ترون أن الفتن تطلُّ علينا برأسها من كل جانب ؟؟
كيــف نعرف الخلاص من هذه الفتن؟ ..
وكيف يفهم الواحد منا درس ما بعد رمضان ؟
انظر في حال نفسك وتأمَّل .. هل أنت من الُمهتدين على صراطٍ مستقيم ؟؟
أم أنك لا تدري، أأنت على الحق المُبين أم في ضلالٍ دون أن تشعر؟؟
هل كُتبت من العتقاء هذا العام؟ .. وهل ما صنعت من أعمال تُقبِلَت منك أم لا ؟
ولو تأملنا آيــات القرآن الكريم، لوجدناها تخاطبنا بالعلاج والتحليــل
وقد بيَّن الله عزَّ وجلَّ العلامة لمن أحسن وأهتدى:
{ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ
هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ
فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }
لو تدبرنا هذه الآية وفهمنا ما فيها من دروس؛ لأجابت عن المطلوب منا عمليًا
بعد رمضان وفي زمان التمحيص ..
الدرس الأول: إيــــاك أن تتجـــاوز الخطوط الحمراء ..
فلابد أن يكون للمسلم خطوط حمراء، لا يقترب منها أو يتعدى حدودهــا ..
وعليه ألا يتوسع في المباحــات تحت تأثير الغفلة التي يعيش فيها الناس
ومع ذلك فإن الفائزون بالعتق من النـار غير معصومين،
سيخطأون ويقعون في بعض الصغائر ..
لكن ستكون لهم مع الله عزَّ وجلَّ أحوال أخرى جديدة،
الدرس الثاني: حسن الظن والرجــــاء في الله جلَّ وعلا
ثم أخبر عن سعة مغفرته سبحانه :
{.. إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ..}
فإيــــاك أن يأتي إليك الشيطان ويقول: إن الله لم يغفر لك،
إن الله لم يكتبك في العتقاء .. فيُحبِطُك ويُخَذُلُك ..
{.. وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا }
عليك أن تقول له: إخسأ يــا لعيــن، فإني أريــد ربَّ العالمين ..
إن ربِّي واســــعُ المغفرة،،
الدرس الثــالث: اعْرف نفسك ..
فإذا عَرِفت نفسك، عَرِفت ربَّك ..
والله جلَّ وعلا أعلم بك منك، يقول تعالى :
{.. هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ
فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }
فإن كنت قد خُلِقت من طين ثمَّ من ماءٍ مهين، فلا تُزكي نفسك وتُعجَب بعملك
ولسان حالك يقول: فعلت ما أستطيع، الحمد لله صُمت وقُمت
وقرأت القرآن وأفطرت الصائمين.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( ثلاث مهلكات: شحٌ مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه )
[حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (1802)]
فقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم : من ثلاثة أمور تُهلِك الإنسان
.. فإذا كان هواه في الطاعة أطاع، وإن كان في غير ذلك فعل ما يحلو له
دون إتبـــاع للشرع في كلا الحالتين.
وعلل الله سبحانه وتعالى الأمر بعدم تزكية النفس، بقوله تعالى :
{.. هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }
فالأعمال لا توزن بالأرقام؛ لأن الثمرة هي التقوى ..
والتقوى لا يعلمها إلا الله تعالى، وليس لها ميزان بمقاييس البشر ..
فلا ينبغي أن تَزِنَّ أعمالك، وإنما قُل: اسأل الله القبول ..
وليكن حالك كالذين قال عنهم الله جلَّ وعلا :
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }
علامة القبـــول هي: الخــوف من عدم القبــــول،،
يتبع ان شاء الله