عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-19-2013, 09:07 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

أولاً: الآثار الإيجابية المترتبة على الترويح:
هناك العديد من الآثار الإيجابية المصاحبة للعملية الترويحية بشتى
صورها وأشكالها، إلا أننا نجد أن لكل شكل من الأشكال، ولكل منشط
من المناشط الترويحية المختلفة التي يمارسها الإنسان فوائد محددة، ومن ذلك:
-1 إشباع الحاجات الجسمية للفرد: ويتم ذلك بممارسة الرياضة البدنية
وليس بمشاهدتها فقط، كما يحدث بين نسبة كبيرة من أفراد المجتمع،
حيث تؤدى ممارسة الرياضة البدنية بشتى أنواعها غالبًا إلى إزالة
التوترات العضلية وتنشيط الدورة الدموية، وتحسين أداء الأجهزة
الرئيسة بالجسم، كالجهازالتنفسي والهضمي، إضافة إلى اكتساب قوام معتدل.
-2 إشباع الحاجات الاجتماعية للفرد: فمن المعلوم أن معظم الأنشطة
الترويحية تتم بشكل جماعي، وهذا يساعد الفرد حين ممارستها
على اكتساب الروح الجماعية والتعاون والانسجام والقدرة على التكيف
مع الآخرين، وهذا يؤدي إلى تكون علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين
وإلى نمو اجتماعي متوازن.
-3 إشباع الحاجات العلمية والعقلية للفرد: وهذا يتأتى من خلال الأنشطة
الترويحية الابتكارية التي يمارسها الفرد في حياته اليومية،
فهذه الأنشطة تؤدي في الغالب إلى تنمية القدرات العقــلية والتفاعل
الإيجابي مع المواقف المختلفة، كما تساعد هذه الأنشطة الترويحية
الابتكارية على تطوير القدرة الإدراكية والاستيعابية للمواقف المختلفة.
-4 قد تكون الأنشطة الترويحية عاملاً مساعدًا في رسم مهنة المستقبل
للفرد، من خلال تنمية مهاراته وقدراته التي غالبًا ما تبدأ بهواية
يمارسها الفرد في حياته اليومية، ثم ينميها ويطورها، حتى تنتهي
بمهنة يحترفها في المستقبل.
-5 تساعد الأنشطة الترويحية على اكتشاف العديد من السجايا والأخلاق
والطباع التي يحملها الأفراد، إذ غالبًا ما يكون الفرد على سجيته
ودون تصنع أو تكلف في أثناء ممارسته للترويح.
-6 الأنشطة الترويحية قد تكون منشطة للحركة الاقتصادية في المجتمع،
من خلال جعل الأنشطة والبرامج الترويحية موارد استثمارية،
وبخاصة إذا تم التعامل معها وفقًا للنظرة الشرعية للترويح،
وإلا أصبحت ذات آثار سلبية.
-7 تساعد الأنشطة الترويحية على إحداث مزيد من الترابط الأسري بين
أفراد الأسرة الواحدة حين ممارستها بشكل جماعي، وبشرط أن تكون تلك
الأنشطة ذات صبغة إيجابية تفاعلية، أما إذا كانت البرامج الترويحية
سلبية أو استقبالية محضة، مثل: مشاهدة التلفزيون فقط،
فهذه الممارسات الترويحية قد تؤدي إلى عكس النتائج الإيجابية
المتوقعة، فكلما ارتفعت نسبة المشاركة بين أفرادالأسرة في الأنشطة
الترويحية أدى ذلك إلى مزيد من التماسك الأسري.
-8 تؤدي الأنشطة الترويحية -إذا أحسن الإنسان استثمارها وممارستـها
بشكــل إيجــابي- إلى زيــادة الإنتاجيـة لديــه، إذ تعد هذه الأوقات فرصة
لالتقاط الأنفاس، والترويح فيها، مما ينعكس بأثره الإيجابي على فعاليات
الفرد ونشاطه وحيويته حال عودته للعمل.
ثانيًا: الآثار السلبية المترتبة على الترويح:
1- يرى كثير من الباحثين أن الترويح عامل رئيس في انحراف الأحداث،
ويؤدي دورًا لا يستهان به في حياتهم، ويستندون في ذلك إلى العديد
من الدراسات والأبحاث التي تربط بين الانحراف من جانب ومتغيرات
الترويح، وهذه المتغيرات يقصد بها مكان الترويح، وزمانه، والمشاركين فيه.
2 -يؤدي الترويح إذا تم استغلاله بشكل سلبي إلى وجود حالة من الملل
في حياة الفرد، إذ لا يُتصور حياة لا يمارس فيها عمل، لا للدنيا
ولا للآخرة،وهذا الملل ينقل الفرد إلى حالة من القلق.
3- ممــارسـة الأفــراد أو المجتمـعات للتــرويح بشكل كبـيـر قد يدفع
بالمجتمع إلى وضع استهلاكي ضار، إذ تنصرف نسبة كبيرة من موارده
إلى جوانب كمالية زائدة عن حاجته، إذ ممارسه الترويح في الغالب
تنصبغ بالصفة الاستهلاكية غير المنضبطة ماديًا.
4 - بعض الأنشطة الترويحية تؤدي إلى تغيرات اجتماعية ذات صبغة
سالبة، فمنها على سبيل المثال ما أحدثه التلفاز في أنماط الاجتماعات
العائلية والأسرية، فلم تعد تجمعات الناس مع وجود التلفاز ذات طبيعة
جماعية كما كانت ســابقًا، فهو يوحدهم شكليًا ولكنه من الناحية
السيكولوجية يفرق ويقــطـع الصـلات بينـــهم، وهذا التجــمع المــادي
الجســدي لا يكفي لتحقيق التقارب الاجتماعي.
وتلـك الآثار المتــرتــبة على التــرويــح، سـواء الإيجابي منها أوالسلبي،
تتضافر عدة جهات في صنعها في حياة الأفراد، فلكل من الأسرة،
والمدرسة، والمجتمع بشكل عام دور في هذه الآثار، فنجد أن من مهام
الأسرة التربوية لأفرادها تعليم أبنائها كيفية الاستفادة من الترويح،
والعمل على استثماره الاستثمار الصحيح، واستغلاله في ممارسة
الأنشطة الإيجابية الابتكارية، بالإضافة إلى تهيئة الوسائل الترويحية
المناسبة لهم من الناحية العمرية والشرعية والتربوية، ومشاركة الأبوين
للأبناء في الترويح. وبذلك نستطيع أن نضمن وجود الآثار الإيجابية له
وتجاوز آثاره السلبية، وبخاصة أن العديد من الدراسات تؤكد أنه كلما
زادت ممارسات أفراد الأسرة الواحدة مع بعضهم البعض للأنشطة
الترويحية كان ذلك محدثًا لمزيد من الترابط الأسري بين أفرادها.
أما المدرسة فدورها
لا يمكن إغفاله في تربية الطلاب على حسن التعامل
الأمثل مع الترويح وتحقيق الآثار الإيجابية من خلال ممارسة الأنشطة
الترويحية الإيجابية والابتكارية، وتهيئة الظروف المكانية والزمانية
المناسبة لتحقيق ذلك للطلاب.


التعديل الأخير تم بواسطة بنت الاسلام ; 08-19-2013 الساعة 09:17 PM
رد مع اقتباس