الأخ / سن لايـــت
طلب الشيء أو فعله قبل أوانه ووقته اللائق به ، وهي من مقتضيات الشهوة
صفة مذمومة في أصلها ، الطلاق من ثمارها ،
وقتل الأبرياء من آثارها ، واليأس من أضرارها ،
وترك الدعاء من مظاهرها ، التعالم من نتائجها
إرادة تغيير الواقع في لمحة أو في أقل من طرفة عين ،
دون النظر في العواقب ، ودون فهم للظروف والملابسات المحيطة
بهذا الواقع ودون إعداد جيد للمقدمات والأساليب
من الشيطان فبها باب للشر على الإنسان من حيث لا يشعر بخلاف
من تمهل وتروى عند الإقدام على عمل يريده
مدّ الإنسان بصره دائماً على ما وراء اللحظة الحاضرة ليتناوله بيده
إرداة تحقق كل ما يخطر له بمجرد أن يخطر بباله
التقدم بالشيء قبل وقته ..
وضدها الأناة :- وهي التثبت وعدم العجلة
صفة جُبِلَ الإنسان وفطر عليها إلا أنَّ الله سبحانه وتعالى قد حذَّره منها
{ خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ }
ولأن العجلة من مقتضيات الشهوة فقد ذُمت في القرآن الكريم ، ومن ذلك قوله تعالى :-
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ
أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ }
{ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ }
وغيرهما من الآيات التي تبين قبح العجلة
بل إن الله تعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن العجلة بالقرآن
{ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ }
{ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }
وبين تعالى أن العجلة من طبع الإنسان ؛
لتنبيهه على ضرورة التعامل بضدها فقال عزَّ وجل:
{ وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْر وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً }
وأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالتأني في جميع الأمور، والتثبت منها،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }
وكما يقول سيد قطب عن الإنسان والعجلة :-
[ فالعجلة في طبعه وتكوينه ، وهو يمد ببصره دائمًا إلى ما وراء اللحظة
الحاضرة يريد ليتناوله بيده ،
ويريد ليحقق كل ما يخطر له بمجرد أن يخطر بباله ،
ويريد أن يستحضر كل ما يوعد به ولو كان في ذلك ضرره وإيذاؤه ]
في ظلال القرآن- ج 5/ ص 157
سن لايت