وقد روى هذا الحديث أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة
من طرق عن محمد بن إسحاق به، وصححه الترمذي وابن خزيمة وغيرهما.
وعند أبي داود أنه علَّمه الإقامة قال:
ثم تقول إذا أقمت الصلاة:
قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة
وقد روى ابن ماجه هذا الحديث: عن أبي عبيد محمد بن عبيد بن ميمون،
عن محمد بن سلمة الحراني، عن ابن إسحاق كما تقدم.
وأخبرني أبو بكر الحكمي أن عبد الله بن زيد الأنصاري قال في ذلك:
الحمد لله ذي الجلال وذي الإكرام حــمـــداً عــلـــى الأذانكـبــيــرا
إذ أتـانـي بــه البـشـيـر مـــن الله فــأكــرم بـــــه لـــــدي بـشــيــرا
فــي لـيـال والـــى بـهــنثـــلاث كـلـمـا جـــاء زادنــــيتـوقـيــرا
وهذا الشعر غريب وهو يقتضي أنه رأى ذلك ثلاث ليال
حتى أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله أعلم.
ورواه الإمام أحمد من حديث محمد بن إسحاق قال: وذكر الزهري
عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن زيد به نحو رواية ابن إسحاق
، عن محمد بن إبراهيم التيمي ولم يذكر الشعر.
حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، ثنا أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق
عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
استشار الناس لما يهمهم من الصلاة، فذكروا البوق فكرهه من أجل اليهود
ثم ذكروا الناقوس فكرهه من أجل النصارى.
فأري النداء تلك الليل رجل من الأنصار يقال له عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب
فطرق الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً فأذن به.
وزاد بلال في نداء صلاة الغداة، الصلاة خير من النوم مرتين
فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخلق بهذا الحديث أن يكون صحيحاً لما يعضده ويشاكله من حديث الإسراء.
فهذا الحديث ليس كما زعم السهيلي أنه صحيح بل هو منكر تفرد به
زياد بن المنذر أبو الجارود الذي تنسب إليه الفرقة الجارودية
وهو من المتهمين، ثم لو كان هذا قد سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة الإسراء لأوشك أن يأمر به بعد الهجرة في الدعوة إلى الصلاة
والله أعلم. (ج/ص: 3/286)
وذكر ابن جريج قال: قال لي عطاء: سمعت عبيد بن عمير يقول:
ائتمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالناقوس للاجتماع للصلاة،
فبينا عمر بن الخطاب يريد أن يشتري خشبتين للناقوس إذ رأى عمر
في المنام: لا تجعلوا الناقوس بل أذنوا للصلاة.
فذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بما رأى وقد جاء النبي
صلى الله عليه وسلم الوحي بذلك فما راع عمر إلا بلال يؤذن.
وهذا يدل على أنه قد جاء الوحي بتقرير ما رآه عبد الله بن زيد بن عبد ربه
كما صرح به بعضهم والله تعالى أعلم.
وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن امرأة
من بني النجار قالت: كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، فكان بلال
يؤذن عليه للفجر كل غداة، فيأتي بسحر، فيجلس على البيت ينتظر الفجر،
اللهم أحمدك وأستعينك على قريش أن يقيموا دينك.
قالت: ثم يؤذن، قالت: والله ما علمته كان تركها ليلة واحدة
- يعني: هذه الكلمات - ورواه أبو داود من حديثه منفرداً به.
في الله اخوكم مصطفى الحمد