والذي يخاف الله في الدنيا ويحذر معصيته ويحتاط لأمر آخرته
فذلك هو الآمن يوم القيامة
قال الله تعالى في الحديث القدسي
( وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين.
إن هو أمنني في الدنيا أخفته يومأجمع عبادي،
وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي(
)صحيح الجامع(
والمهتم بآخرته يفكر فيما يقربه إلى الجنة ويباعده من النار، وقد جعل الله
مدار المسؤولية على انبعاث إرادة الإنسان إلى الطاعة أو المعصية
لذلك قال صلى الله عليه وسلم
( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك (
(أخرجه البخاري)
واذا صدق المرء في مجاهدة نفسه يسر الله له السبيل
} وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى{
والمهتم بآخرته لا يرى الدنيا دار قرار لشعوره بقرب الرحيل إلى دار الخلود
قال صلى الله عليه وسلم
)قال لي جبريل: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت،
وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه )
(صحيح الجامع(
ولذلك كان مما تعجب منه صلى الله عليه وسلم انفتاح أبوب الخير
وغفلة الإنسان عنها وملاحقة الفتن للمرء وعدم فراره منها
( ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها (
)أخرجه الترمذي)
بينما يكون المهتم بآخرته شديد الحرص على اتقاء المنكرات،
والمسارعة في الخيرات.
وحال المهتم لأمر آخرته التخفف من العلائق والزهد بالصوارف
والجدية في الحياة علامة مميزة للراغب الراهب
( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا(
(صحيح البخاري(
والهمة في العمل علامة صدق الاستعداد للآخرة والخوف من الله،
وذلك ما مثله رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
( من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية
ألا إن سلعة الجنة )
(صحيح الجامع)
أما من كان سفره طويلا، وانطلاقه متأخرا، وحركته بطيئة،
وهمته ضعيفة فلن يبلغ مراده، ولن يصل إلى مقصوده.
ومن أهم ما يورثه الاهتمام بأمر الآخرة أن يزيح الله عن القلب باقي
الهمومليصفو القلب لله وإن كان في بحر من الابتلاءات.
قال صلى الله عليه وسلم
( من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر همومه،
ومن تشعبت به الهموم من احوال الدنيا لم يبال الله في اي أوديتها هلك )
(صحيح الجامع)و
( من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه
وجمعله شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه
جعل الله فقره بينعينيه، وفرق عليه شمله
ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له )
(صحيح الجامع)
فتجارة الآخرة لا تبور، والتهافت على الدنيا لا يغير المقدور
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

التعديل الأخير تم بواسطة بنت الاسلام ; 08-21-2013 الساعة 07:19 PM
|