وهي رياضة بدنية منشطة للجسم بشكل عام، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم
يسابق بعض أصحابه، كما سابق زوجه عائشة رضي الله عنها،
وشجع على ممارسة هذاالنشاط الترويحي بين الصحابة،
فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: خرجنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلاً، فقال
ولقد كان صلى الله عليه وسلم ينظم مثل هذه المسابقة بالأقدام
بين الأطفال، ففي الحديث أن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال
) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَصُفُّ عبد الله وعبيد الله وكثيرًا
من بني العباس، ثم يقول: من سبق إليّ فله كذا وكذا، قال: فيتسابقون
إليه، فيقعون على ظهره وصدره، فيقبلهم ويلزمُهُم (
وكانت المسابقـة بالأقــدام أمــرًا معتادًا بين الصحابة رضي الله عنهم،
فعندما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من غزوة تبوك،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
فكأن الأنصار يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم في المسابقة فيما
كما جاء في حديث سلمة بن الأكوع في قصة رجوعهم أنه قال: ...
وكــان رجــل من الأنصــار لا يُســبق شدًّا، قال: فجعل يقــول: ألا مسابق
إلى المدينة ؟ هل من مسابق ؟ فجعل يعيد ذلك
قال: فلما سمعت كلامه قــلت: أما تُكْــرِم كــريمًا ولا تَهابُ شريفًا
قال: لا، إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ذرني فلأسابق الرجل
قال: قلت: اذْهَبْ إليك، وثنيتُ ِرجْلَيَّ فَطَفَرْتُ فعدوت
وعند البيهقي رحمه الله أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، قال
: سابقني عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسبقته،
فقلت: سبقتك ورب الكعبة، ثم سبقني فقــال: وسبقــتك ورب الكعبة.
ب-الفروسية والمسابقة بالإبل:
ومن ذلك عقد السباق بين الخيل، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينظم
ذلك بنفسه، فلقـد ثبت في الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بالخيل ، وكان صلى الله عليه وسلم
يعطي السابق في مثل هذه المسابقات جائزة على فوزه، ففي الحديث
أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
( سبّق النبي صلى الله عليه وسلم بين الخيل وأعطى السابق )
كما سابق الرسول صلى الله عليه وسلم على الإبل
فعند البخاري أن أنسًا رضي الله عنه قال:
كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العَضْباء لا تُسبق،
فجاء أعرابي على قعود فسبقها، فشق على المسلمين،
قالوا: يا رسول الله سُبقت العضباء
( إن حقًا على الله أن لا يرتفع من الدنيا شيء إلا وضعه(
وفي ذلك التصرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم التواضع الجم،
والأدب الرفيع، ولا غرو في ذلك فهو القدوة في الأخلاق
والسلوك عليه الصلاة والسلام.
وهذه المسابقات على الخيل والإبل مما شاع وكثرت ممارسته في عهده
صلى الله عليه وسلم وبين الصحابة رضـــوان الله عليــهم،
فـقد روى ابن أبيشــيبة أنهم كــانوا يســابقون
على الخيــل والـركــاب وعلى أقدامهم.
وهي من أشهر أنواع الرياضة البدنية في الإسلام، ولقد كانت تمارس
من قبل أفراد المجتمع في الجاهلية، وكانت حلبة المصارعة تحتل جانبًا
من جوانب سوق عكاظ، الذي كانت قبائل العرب تقيمه كل عام،
ويعد أكبر سوق يتجمعون فيه سنويًا. ولقد بلغ ولوع العرب بالمصارعة
أن كانوا يتجمعون لمشاهدتها في أسواقهم السنوية، وكان من أشهر
المصارعين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل إسلامه... فجاء الإسلام
وأقر هذه الممارسة الترويحية بين أفراد المجتمع،بعد أن هذب أساليبها
فلم تكن المصارعة فيما سبق على الصورة الحالية وما تحمله من وحشية
وتجاوز أخلاقي وسلوكي. ولقد مارس النبي صلى الله عليه وسلم
( أن رُكانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم
فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم)
وكان ذلك الموقف سببًا في إسلام ركانة رضي الله عنه.
ولقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم صارع أفرادًا آخرين غير ركانة
منهم: أبوالأسود الجمحي، وكان شديدًا قويًا.. كما كان صغار الصحابة
رضوان الله عليهم يتصارعون فيما بينهم، فقد صارع الحسنُ الحسينَ
رضي الله عنهما بمرأى من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويكون بالسهام، وهذا الأمر يعد من أكثر الألعاب التي كان شباب الصحابة
وشيوخهم يمارسونها، ويحثون على تعلمها، وكيف لا يكون ذلك
والرسول صلى الله عليه وسلم مارسها وحث على تعلمها، بل وحذر
مَنْ تعلّمها ونَسِيَها بالإثم، ففي الحديث:"
) من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا (
وكتب عمر الفــاروق رضي الله عنه
إلى أبي عبيـــدة عـامر ابن الجراح رضيالله عنه:
( أن علموا غلمانكم العوم، ومقاتلتكم الرمي )
وروى الهيثمي أن أنسًا كان يجلس ويطرح له فراش ويجلس عليه،
ويرمي ولدُه بين يديه، فخرج يومًا وهم يرمون
فقال: يا بني بئس ما ترمون، ثم أخذ القوس فرمى فما أخطأ القرطاس
وقال مصعب بن سعــد رضــي الله عنه: كان سعد بن أبي وقاص يقول
عليكم بالرمي فإنه خير لهوكم
وهذا نوع آخر من الممارسات الترويحية، التي كانت موجودة في العصر
الإسلامي الأول، ولقد بلغت العناية بها لدى عامة المسلمين مبلغًا كبيرًا،