عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-24-2013, 07:39 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

وقال تعالى :
{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ
الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ }
[ الزمر : 23 ]
بذكر الله ترتاح القلوب ودنيانا بذكـراه تطيـب
ولكن لم يتعظ بهذه الموعظة إلا القليل من الناس
الذين رقت قلوبهم للقرآن واستجابوا لنداء الرحمن
كما أخبر تعالى بقوله :
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }
[ ق : 37 ]
قال خبّاب بن الأرت رحمه الله لرجل : تقرب إلى الله تعالى ما استطعت ،
واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه .
وقال عثمان بن عفان : من أحب القرآن أحب الله ورسوله،
فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره ،
ولا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم ،
فهو لذة قلوبهم وغاية مطلوبهم ،
كما قال بعض السلف : إذا أردت أن تعرف قدرك عند الله
فانظر إلى قدر القرآن عندك .
وكان بعضهم يكثر من تلاوة القرآن ثم اشتغل عنه بغيره
فرأى في المنام قائلاً يقول له :
إن كـنـت تـزعــم حـبــي فـلـم جـفــوت كـتـابـي ؟
أما تأملت ما فيه من عبر وما فيه من لذيذ خطابي
ولم يكونوا يقرؤونه ليقال : إنهم يقرؤونه ولا يهذّونه
هذّا الشعر كما الناس يفعلون ، وإنما كانوا يتدبرون معانيه ويتأثرون بألفاظه
فيحركون به قلوبهم ويرسلون به مدامعهم يتأملون عبره ويعيشون أنداءه
ويسرحون طرف أفئدتهم في خمائله ويطلقون أكف الحب في كنوزه .
وليس الذي يجري في العين ماؤها ولـكـنـهــا روح تـســيــل فـتـقـطُــرُ
ويستحب البكاء عند تلاوة القرآن ،
وهو صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين ،
قال الله تعالى في وصف الخاشعين من عباده عند تلاوة كتابه :
{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ
الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ }
[ الزمر : 23 ]
سمعـتـك يــا قــرآن واللـيـل غـافــل سريت تهز القلب سبحان من أسرى
فتحنـا بـك الدنـيـا فـأشـرق صبحـهـا وطفنـا ربــوع الـكـون نملـؤهـا أجــرا
وقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلون كتاب الله
ويتأثرون بآياته فتلين جلودهم ، وتدمع عيونهم وتخشع قلوبهم ،
فيرفعون أكفهم إلى ربهم ضارعين يسألونه قبول الأعمال
ويرجونه غفران الزلات ، ويتشوقون الى ما عنده من النعيم المقيم .
روي أن أبا بكر رضي الله عنه ابتنى مسجداً بفناء داره
فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم
وهم يتعجبون منه وينظرون إليه ، وكان رجلاً بكّاءً لا يملك دموعه إذا قرأ ..
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي بالناس
فبكى في قراءته حتى انقطعت قراءته وسمع نحيبه من وراء ثلاثة صفوف .
وكان عمر أيضاً إذا اجتمع الصحابة قال : يا أبا موسى ذكّرنا ربنا،
فيندفع أبو موسى يقرأ بصوته الجميل وهم يبكون .
وإنـي ليبكينـي سـمـاع كـلامـه فكيف بعيني لو رأت شخصه بدا
تـلا ذكــر مــولاه فـحـنّ حنيـنـه وشـوق قلـوب العارفيـن تجـددا
وللأسف لما فسدت أمزجة كثير من المتأخرين عن سماع كلام رب العالمين ،
ظهرت التربية معوجة والفطرة منكوسة ، والأفهام سقيمة.
ولا صلاح للأفراد ولا للمجتمعات والدول إلا بالعودة إلى كتاب الله تعالى
الذي فيه الهدى والصلاح والعز والشرف
{ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }
[ الأنبياء : 10 ]
نسأل الله الكريم
أن يجعلنا جميعا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وصلى الله وسلم
وبارك على عبده ورسوله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس