عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-25-2013, 06:44 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

والنصوص النبوية عديدة ومتنوعة في تأكيد هذا المعنى
فقد قال - صلى الله عليه وسلم :
( من يحرم الرفق يحرم الخير كله )
وفيه فضل الرفق وشرفه ،
ومن ثم قيل : الرفق في الأمور كالمسك في العطور .
وقال - صلى الله عليه وسلم :
( إن الله تعالى يحب الرفق في الأمر كله )
أي : لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل والدفع بالأخف
وقوله ( في الأمر كله ) في أمر الدين وأمر الدنيا ،
حتى في معاملة المرء نفسه ، ويتأكد ذلك في معاشرة
من لا بد للإنسان من معاشرته كزوجته وخادمه وولده ،
فالرفق محبوب مطلوب مرغوب ،
وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف مثله من الشر .
وقال - صلى الله عليه وسلم :
( إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف) .
وقال :
( إن الله تعالى رفيق يحب الرفق , ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف )
فقوله :( إن تعالى اللّه رفيق )
أي: لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، فيكلفهم فوق طاقتهم ،
بل يسامحهم ويلطف بهم ( يحب الرفق ) لين الجانب بالقول والفعل ،
والأخذ بالأسهل ، أي : يحب أن يرفق بعضكم ببعض ( ويعطي عليه )
في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب وتسهيل المقاصد
وفي العقبى من الثواب الجزيل ( مالا يعطي على العنف )
وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله .
وقد نبه به على وطاءة الأخلاق وحسن المعاملة وكمال المجاملة
ووصف اللّه سبحانه وتعالى بالرفق إرشاداً
وحثاً لنا على تحري الرفق في كل أمر .
وقال - صلى الله عليه وسلم - لعائشة - رضي الله عنها :
( عليك بالرفق , إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ،
ولا ينزع من شيء إلا شانه )
لأن به تسهل الأمور ، وبه يتصل بعضها ببعض،
وبه يجتمع ما تشتت ويأتلف ما تنافر وتبدد ويرجع إلى المأوى ما شذ
وهو مؤلف للجماعات جامع للطاعات ، ومنه أخذ أنه ينبغي للعالم
إذا رأى من يخل بواجب أو يفعل محرماً أن يترفق في إرشاده ويتلطف به
وقال -صلى الله عليه وسلم :
( ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم )
وقال :
( إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق )
وذلك بأن يرفق بعضهم ببعض ،
والرفق لين الجانب واللطف والأخذ بالأسهل وحسن الصنيع .
قال الغزالي : الرفق : محمود وضده العنف والحدة
والعنف : ينتجه الغضب والفظاظة ،
والرفق واللين : ينتجهما حسن الخلق والسلامة،
والرفق : ثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق
ولا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب وقوة الشهوة
وحفظهما على حد الاعتدال
ولذلك أثنى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - على الرفق وبالغ فيه .
وقال ابن عمر : العلم زين والتقوى كرم والصبر خير مركب ،
وزين الإيمان العلم وزين العلم الرفق وخير القول ما صدقه الفعل .
وعن حبيب بن حجر القيسي قال : كان يقال ما أحسن الإيمان يزينه العلم ،
وما أحسن العلم يزينه العمل، وما أحسن العمل يزينه الرفق ،
وما أضيف شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم .
وعن جرير - رضي الله عنه - قال :
( الرفق رأس الحكمة)
وعن ابن عباس قال : لو كان الرفق رجلاَ كان اسمه ميموناَ ،
ولو كان الخرق رجلاَ كان اسمه مشؤوما َ .
وقال جرير: الرفق في المعيشة خير من كثير التجارة .
وعن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال :
وقف رجل بين يدي المأمون قد جنى جناية ، فقال له : والله لأقتلنك
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين تأن على فإن الرفق نصف العفو،
قال : فكيف وقد حلفت لأقتلنك ؟قال : يا أمير المؤمنين لان تلقى الله حانثا ،
خير لك من أن تلقاه قاتلا ، فخلى سبيله .
وعن نصر بن علي قال : دخلت على المتوكل فإذا هو يمدح الرفق فأكثر ،
فقلت : يا أمير المؤمنين أنشدني الأصمعي :
ولم أرى مثل الرفق في لينه أخـرج العذراء من خدرهـا
من يستعن بالرفق في أمـره يستخرج الحية من جحرها
فقال : يا غلام الدواة والقرطاس فكتبهما .
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس