حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُما
عَنْأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا
فَيَأْكُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌأَوْ طَيْرٌأَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ)
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي أَيُّوبَ وَجَابِرٍ وَأُمِّ مُبَشِّرٍ
وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
بِفَتْحِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ قَالَ فِي الصُّرَاحِ غَرَسَ بِالْفَتْحِ نشاندن درخت .
بِكَسْرِ الرَّاءِ ، قَالَ فِي الْقَامُوسِ : غَرَسَ الشَّجَرَ يَغْرِسُهُ أَثْبَتَهُ فِي الْأَرْضِ
كَأَغْرَسَهُ وَالْغَرْسُ الْمَغْرُوسُ
( أَوْ يَزْرَعُ ) أَوْ لِلتَّنْوِيعِ ؛ لِأَنَّ الزَّرْعَ غَيْرُ الْغَرْسِ
( زَرْعًا ) نَصَبَهُ وَكَذَا نَصَبَ غَرْسًا عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ ، أَوْ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ
( فَيَأْكُلُ مِنْهُ ) أَيْ : مِمَّا ذُكِرَ مِنَ الْمَغْرُوسِ ، أَوْ الْمَزْرُوعِ
( إِنْسَانٌ ) وَلَوْ بِالتَّعَدِّي
( أَوْ طَيْرٌ ، أَوْ بَهِيمَةٌ ) أَيْ : وَلَوْ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِ
( إِلَّا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ ) قَالَ الطِّيبِيُّ الرِّوَايَةُ بِرَفْعِ الصَّدَقَةِ عَلَى أَنَّ
( كَانَتْ ) تَامَّةٌ . انْتَهَى
قَالَ الْقَارِي : وفِي نُسْخَةٍ يَعْنِي : مِنَ الْمِشْكَاةِ بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ
رَاجِعٌ إِلَى الْمَأْكُولِ وَأُنِّثَ لِتَأْنِيثِ الْخَبَرِ . انْتَهَى
والْحَدِيثُ رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ، وفِيهِ :
وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ ، وفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْهُ : لَا يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْسًا
فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ ، وَلَا دَابَّةٌ ، وَلَا طَيْرٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
قَوْلُهُ : ( وفِي الْبَابِ عَنْأَبِي أَيُّوبَ)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْهُ مَرْفُوعًا مَا مِنْ رَجُلٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ
مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ مَا يَخْرُجُ مِنْ ذَلِكَ الْغَرْسِ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : رُوَاتُهُ مُحْتَجٌّ بِهِمْ فِي الصَّحِيحِ إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيَّ
) وَأُمِّ مُبَشِّرٍ ( بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ ، وَكَسْرِ الشِّينِ الْمُشَدَّدَةِ صَحَابِيَّةٌ
مَشْهُورَةٌ امْرَأَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَحَدِيثُهَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
) وَجَابِرٍ ( أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
) وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ) لِيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهُ ، وفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ أُخْرَى
ذَكَرَهَا الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ فِي بَابِ الزَّرْعِ وَغَرْسِ الْأَشْجَارِ الْمُثْمِرَةِ
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ