الأخ / عبد العزيز - الفقير إلى الله
فوائد قيمة و نصائح غالية لمن يحفظ القرآن
تاسعا: المحافظة على الاستغفار والإكثار منه فإن نسيان القرآن من الذنوب.
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:
( إني لأحتسب أن الرجل ينسى العلم قد عَلِمَه بالذنب يعمله )
وجاء في طبقات الحنفية لعلي القارى [2/487]
وكان الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى ورضي عنه : إذا أشكلت عليه مسألة
( ما هذا إلا لذنب أحدثته وكان يستغفر وربما قام وصلى فتنكشف له المسألة )
( رجوت أني تيب عليّ فبلغ ذلك الفضيل بن عياض فبكى بكاء شديدا )
( ذلك لقلة ذنبه فأما غيره فلا ينتبه لهذا ).
وجاء في تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر
في ترجمة وكيع بن الجراح الكوفي[11/129]:
( وهو أحد الأئمة الأعلام الحفاظ وقد كان الناس يحفظون تكلفا
ويحفظ هو طبعا قال علي بن خثرم: رأيت وكيعا وما رأيت بيده كتابا قط إنما
هو يحفظ فسألته عن دواء الحفظ؟ )
( ترك المعاصي ما جربت مثله للحفظ ).
وقال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد:
( الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل )
وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله
وأبعد القلوب من الله القلب القاسي!
وإذا قسى القلب قحطت العين وقسوة القلب من أربعة أشياء
إذا جاوزت قدر الحاجة: الأكل والنوم والكلام والمخالطة"
ومن آثار المعاصي كما ذكر ابن القيم في الجواب الكافي:
( حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفىء ذلك النور )
ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى
من وفور فطنته وتوقد ذكائه وكمال فهمه فقال:
( إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية )
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى تـركiiالمعاصـي
وأخبـرنـي بــأن العـلـمiiنـــور ونــور الله لا يُـهـدى لعـاصـي
وذكر ابن كثير في تفسيره لقول الله تعالى في سورة الشورى
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}
( ما نعلم أحدا حفظ القرآن ثم نسيه إلا بذنب ثم قرأ وما أصابكم من مصيبة.. الآية )
( وأي مصيبة أكبر من نسيان القرآن )
عاشرا: احذر من الغرور بما تحفظه من كتاب الله وتعلم القرآن
وليكن تعلمك للقرآن ابتغاء ما عند الله واكتساب الخشية والسكينة
قال العلامة المناوي في فيض القدير:
( فإن العلم لا ينال إلا بالتواضع وإلقاء السمع وتواضع الطالب لشيخ
رفعة وذلُّه له عز وخضوعه له فخر )
( ما كان إنسان يجترىء على ابن المسيب ليسأله حتى يستأذنه
( كنت أتصفح الورق بين يدي مالك برفق لئلا يسمع وقعها )
وقال الربيع تلميذ الإمام الشافعي
(والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر)
فانظر رحمني الله وإياك في أحوال السلف وكيف كان تواضعهم في العلم
وشتى أمورهم واحذر ثم احذر أن تنظر إلى الناس بعين الاحتقار والتقليل
من شأن بعضهم لأنك تحفظ القرآن وهم لا يحفظون فإنها مصيبة أيما مصيبة !!.
حادي عشر: اعلم أخي أن حفظ القرآن نعمة عظيمة على الحافظ لكتاب
الله تستحق الشكر حيث يكون القلب عامرا فاحمد الله أيها الحافظ واشكره
}وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ{
خادم الإسلام
الفقير إلي الله عبد العزيز