من الصحابة السابقين في الدخول إلى الإسلام ،
وشهد مع رسول الله - صلى الله عليه و سلم- غزوة "بدر" وما بعدها من الغزوات .
وقد أرسله النبي -صلى الله عليه و سلم- برسالة إلى "المقوقس" ملك "مصر" جاء فيها :
( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله،
سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ؛ أَسْلِمْ تَسْلَمْ،
وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْقِبْطِ
} يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ
وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ{ )
وقد استقبل "المقوقس" سفير النبي -صلى الله عليه و سلم-
"حاطب بن أبى بلتعة" أحسن استقبال وأكرم وفادته ،
وقد أعجبه عقله ومنطقه في الكلام ،
أنت حكيم جاء من عند حكيم،ثم دعا كاتبًا له يكتب بالعربية ،
فكتب إلى النبي -صلى الله عليه و سلم- ردًّا على رسالته :
"لمحمد بن عبد الله من مقوقس عظيم القبط ، أما بعد ،
فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرته وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيًا بقى
وقد كنت أظن أن يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك ،
وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان من القبط عظيم ، وبكسوة ،
وأهديت إليك بغلة لتركبها .. والسلام "..
وتوفى "حاطب بن أبى بلتعة" سنة (30 ﻫ)
في خلافة "عثمان بن عفان" عن خمس وستين سنة.
4- "عمرو بن أمية الضمرى" :
من قدماء الصحابة الذين أسلموا مبكرًا في "مكة" ،
وهاجر إلى "الحبشة" مع من هاجر فرارًا بدينهم من إيذاء "قريش"
وشهد مع النبي -صلى الله عليه و سلم- بعضًا من غزواته .
وكان "عمرو" رجلاً عاقلاً حكيمًا
وكان النبى-صلى الله عليه و سلم- يبعثه في الأمور التي تحتاج إلى
وكان "عمرو" يؤدى مهمته على خير وجه،
وأرسله النبي -صلى الله عليه و سلم- برسالة إلى
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إلَى النَّجَاشِيِّ مَلِكِ الْحَبَشَةِ،
أَسْلِمْ أَنْتَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إلَيْك اللَّهَ، الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ،
السَّلاَمَ الْمُؤْمِنَ الْمُهَيْمِنَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ رُوحُ اللَّهِ،
وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلَى مَرْيَمَ الْبَتُولِ، فَحَمَلَتْ بِهِ، فَخَلَقَهُ مِنْ رُوحِهِ،
وَنَفَخَهُ كَمَا خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،
وَالْمُوَالاَةِ عَلَى طَاعَتِهِ، وَأَنْ تَتَّبِعَنِي وَتُؤْمِنَ بِاَلَّذِي جَاءَنِي،
فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ وَجُنُودَكَ إلَى اللَّهِ
، وَقَدْ بَلَّغْتُ وَنَصَحْتُ، فَاقْبَلُوا نَصِيحَتِي، وَالسَّلاَمُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى )
وتوفى "عمرو بن أمية" فى آخر خلافة "معاوية بن أبى سفيان"،
أسلم في شهر صفر سنة (8 ﻫ) قبل فتح "مكة" ،
وقدم على النبي -صلى الله عليه و سلم- هو و"خالد بن الوليد" و"عثمان بن طلحة" ،
ونظرًا لكفاءته ، فقد بعثه رسول الله -صلى الله عليه و سلم- أميرًا على سرية،
على رأس ثلاثمائة من كرام الصحابة،
كان فيهم "أبو بكر الصديق" و"عمر بن الخطاب" .
وكان النبي -صلى الله عليه و سلم- يقدر "عمرو بن العاص"،
) أسلمالناسُوآمنعمرُو بنُالعاصِ(
ووصفه بأنه من صالحي "قريش" .
وقد بعثه النبي -صلى الله عليه و سلم- برسالة إلى ملكي
"عمان جيفر" و"عبد" ابنى "الجلندى" يدعوهما إلى الدخول في الإسلام ،
فاستجابا لدعوته -صلى الله عليه و سلم- ، وأسلما،
-صلى الله عليه و سلم- اشترك في الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام،
وولى "فلسطين" في خلافة "عمر بن الخطاب" ،
ثم أرسله إلى "مصر" ففتحها ، ودخلت إلى حظيرة الإسلام ،
وظل واليًا على"مصر" في خلافة "عمر" حتى وفاته ،
ثم عاد إليها واليًا مرة أخرى في خلافة "معاوية بن أبى سفيان"
، وظل أميرًا حتى توفى في ليلة عيد الفطر سنة (43 ﻫ).
أسلم قديمًا وأصله من "حضر موت" ،
بعثه النبي -صلى الله عليه و سلم- برسالة إلى "المنذر بن ساوى" ملك "البحرين"
يدعوه فيها إلى الإسلام ، فكتب "المنذر"
إلى الرسول -صلى الله عليه و سلم- يقول :
"أما بعد يا رسول الله ، فإنى قرأت كتابك على أهل "البحرين" ،
فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ودخل فيه ،
وبأرضي يهود ومجوس ، فأحدث إلى في ذلك أمرك"!
فكتب إليه النبي -صلى الله عليه و سلم- :
) بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله
إلى المنذر بن ساوى سلام عليك،
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو
وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فإني أذكرك الله
فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه، وإنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني، ومن نصح لهم فقد نصح لي،
وإن رسلي قد أثنوا عليك خيرًا، وإني قد شفعتك في قومك فاترك للمسلمين
ما أسلموا عليه، وعفوت على أهل الذنوب فاقبل منهم،
وإنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك،
ومن أقام على يهودية أو مجوسية فعليه الجزية )
وتذكر كتب السيرة أن بعض الناس من أهل البحرين قد أسلموا بإسلام أميرهم
وقد تولى "العلاء الحضرمي" أمر "البحرين" وظل واليًا عليها
حتى توفى النبي -صلى الله عليه و سلم-،
وقد اشتهر "العلاء بن الحضرمي" بأنه كان مجاب الدعوة ،
وأنه خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها فاستجاب الله له .
وتوفى "العلاء بن الحضرمي" سنة (14 ﻫ) .