عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-27-2013, 06:26 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي { الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ }

الأخ / مصطفى آل حمد

شرح قوله تعالى
{ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ }
و التوفيق بينها و بين حال إمرأتي نوح و لوط
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
السؤال: ما تفسير الآية التالية :
}الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ{
( سورة النور )
وكيف نوفق بين الآية وبين ما نسمعه من أنه قد تكون الزوجة صالحة
والزوج فاسقاً كأن لا يصلي أو يشرب الخمر ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
قال الله تعالى :
} الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ {
( النور/26 )
وقد اختلف المفسرون في معناها على أقوال متقاربة ، لا يناقض بعضها بعضا .
فمن معاني " الخبيث " و " الطيب " في الآية :
1. الخبث والطيب في الأقوال .
فيكون معنى الآية :
الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون
من الناس للخبيثات من القول ، وكذا الكلمات الطيبات
من القول للطيبين من الناس والطيبون من الناس للطيبات من القول .
وهذا قول عبد الله بن عباس ، ومجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ،
والشعبي ، والحسن البصري ، وحبيب بن أبي ثابت ، والضحاك ،
واختاره ابن جرير الطبري .
قال النحاس في كتابه " معاني القرآن " :
وهذا من أحسن ما قيل في هذه الآية .
ودل على صحة هذا القول :
قوله تعالى
}أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ{
أي :
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
وصفوان مبرَّآن مما يقول الخبيثون والخبيثات .
قال الطبري – رحمه الله - :
وأولى هذه الأقوال في تأويل الآية : قول من قال : عنى بالخبيثات :
الخبيثات من القول ، وذلك قبيحه وسيئه ، للخبيثين من الرجال والنساء ،
والخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، هم بها أولى ؛ لأنهم أهلها ،
والطيبات من القول ، وذلك حسنه وجميله ، للطيبين من الناس ،
والطيبون من الناس للطيبات من القول ; لأنهم أهلها وأحقّ بها .
وإنما قلنا هذا القول أولى بتأويل الآية :
لأن الآيات قبل ذلك إنما جاءت بتوبيخ الله للقائلين في
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
الإفك والرامين المحصنات الغافلات المؤمنات ، وإخبارهم ما خصهم به على إفكهم
فكان ختم الخبر عن أولى الفريقين بالإفك من الرامي والمرمي به :
أشبه من الخبر عن غيرهم .
وقوله :
}أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ{
يقول :
الطيبون من الناس مبرّءون من خبيثات القول ، إن قالوها فإن الله يصفح
لهم عنها ، ويغفرها لهم ، وإن قيلت فيهم ضرّت قائلها ولم تضرّهم ،
كما لو قال الطيبَ من القول الخبيثُ من الناس
لم ينفعه الله به ؛ لأن الله لا يتقبله .. "
" ولو قيلت له لضرّته؛ لأنه يلحقه عارها في الدنيا، وذلها في الآخرة " .
" تفسير الطبري " ( 19 / 144 ، 145 ) .
2. الخبيث والطيب من الأفعال :
ويكون معنى الآية :
الأفعال الخبيثات للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من الأفعال
وكذا الأفعال الطيبات للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من الأفعال .
وهو قول حبيب بن أبي ثابت ، وعطاء بن أبي رباح ، وقتادة ، وروي
عن هؤلاء الأئمة أنهم أضافوا الأقوال إلى الأفعال في معنى الآية ؛
فجمعوا بين القولين السابقين .

رد مع اقتباس