بسم الله .. و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله
و على آله و صحبه و من والاهـ ... أمـا بعد :
[ العناية بالإيمان باليوم الآخر ]
الباب الأول : ( القيامة الصغرى ) .
الفصل الأول : ( الاحتضار ) .
المبحث الثاني : ( حضور ملائكة الموت )
إذا حان الأجل و شارفت حياة الإنسان على المغيب
أرسل الله رسل الموت لسلَّ الروح المدبِّرة للجسد و المحركة له ،
( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ ) .
و ملائكة الموت تأتي المؤمن في صورة حسنة جميلة ، و تأتي الكافر
و المنافق في صورة مخيفة ،
ففي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِى انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَ إِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ
نَزَلَ إِلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ
مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَ حَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ
حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِىءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِفَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ
اخْرُجِى إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ
- قَالَ - فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ
مِنْ فِى السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا ... الحديث ). ( 1 )
( وَ إِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِى انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَ إِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ
نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلاَئِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ
مَعَهُمُ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِىءُ مَلَكُ الْمَوْتِ
حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ
فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِى إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَ غَضَبٍ
- قَالَ - فَتُفَرَّقُ فِى جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا
كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا ... الحديث ) . ( 1 )
و قد صرح الحديث بأن ملك الموت يبشر المؤمن بالمغفرة من الله والرضوان ،
و يبشر الكافر أو الفاجر بسخط الله و غض ، به ، و هذا قد صرحت به
} إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ
أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)
نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31)
نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ {
(1)رواه أبو داود (4753) ، و أحمد (4/287) (18557) ، و الحاكم (1/93) ،
و البيهقي في ((شعب الإيمان)) (1/355) . و الحديث سكت عنه أبو داود ،
و قال الطبري في ((مسند عمر)) (2/491) : إسناده صحيح ،
و قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين
فقد احتجا جميعا بالمنهال بن عمرو و زاذ أن أبي عمر الكندي ،
و في هذا الحديث فوائد كثيرة لأهل السنة و قمع للمبتدعة و لم يخرجاه بطوله
و له شواهد على شرطهما ، و صحح إسناده البيهقي ،
و قال الهيثمي (3/52) : رجاله رجال الصحيح .
المصدر : [موقع الدرر السنية ]