سَمِعْتَنِي أَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَهُوَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ غَيْرَ أَنِّي فِي زَمَانٍ
لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَذْكُرَ عَلِيًّا ، ومِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثَنَا
حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْبَاهِلِيُّ
قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ الْحَدِيثَ ، قَالَ السُّيُوطِيُّ فِي إِتْحَافِ الْفِرْقَةِ بِوَصْلِ
الْخِرْقَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّيْرَفِيُّ شَيْخُ شُيُوخِنَا هَذَا نَصٌّ صَرِيحٌ
فِي سَمَاعِ الْحَسَنِ مِنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ ، ورِجَالُهُ ثِقَاتٌ
حَوْثَرَةُ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَعُقْبَةُ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعِينٍ
قُلْتُ : أَمَّا مَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فَفِي سَنَدِهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ
وَهُوَ ضَعِيفٌ كَمَا فِي التَّقْرِيبِ ، وأَمَّا قَوْلُ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ فَلْيُنْظَرْ كَيْفَ إِسْنَادُهُ
وأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فَالظَّاهِرُ صِحَّتُهُ . فَإِنْ كَانَ خَالِيًا عَنْ عِلَّةٍ خَفِيَّةٍ
قَادِحَةٍ فَلَا شَكَّ أَنَّهُ نَصٌّ صَرِيحٌ فِي سَمَاعِ الْحَسَنِ مِنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ
( وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ وَرَوَاهُ عَنِ الْأَعْمَشِ
) لَيْسَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ لَفْظُ عَنْ ، وَهُوَ الصَّحِيحُ ( عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعينمَوْقُوفًا
وَلَمْ يَرْفَعْهُ قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ : قَالَ عَلِيٌّ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الْقَلَمَ رُفِعَ
عَنْ ثَلَاثٍ ؟ عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يُدْرِكَ ،
وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : وَصَلَهُ الْبَغَوِيُّ
فِي الْجَعْدِيَّاتِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعينأَنَّ عُمَرَ رضى الله تعالى عنه
أُتِيَ بِمَجْنُونَةٍ قَدْ زَنَتْ ، وَهِيَ حُبْلَى فَأَرَادَ أَنْ يَرْجُمَهَا
فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ
أَمَا بَلَغَكَ أَنَّ الْقَلَمَ قَدْ رُفِعَ عَنْ ثَلَاثَةٍ ؟ فَذَكَرُهُ وَتَابَعَهُ ابْنُ نُمَيْرٍ وَوَكِيعٌ
وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الْأَعْمَشِ وَرَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ الْأَعْمَشِ فَصَرَّحَ فِيهِ
بِالرَّفْعِ ، أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِهِ ، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ
مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا . لَكِنْ لَمْ يَذْكُرْ
فِيهِمَا ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُماجَعَلَهُ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ
عَلِيٍّ وَرَجَحَ الْمَوْقُوفَ عَلَى الْمَرْفُوعِ . انْتَهَى
قَوْلُهُ : ( وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ )
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : وَأَخَذَ بِمُقْتَضَى هَذَا الْحَدِيثِ الْجُمْهُورُ لَكِنِ اخْتَلَفُوا
فِي إِيقَاعِ طَلَاقِ الصَّبِيِّ ; فَعَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْحَسَنِ يَلْزَمُهُ إِذَا عَقَلَ وَمَيَّزَ
وَحْدَهُ وَعِنْدَ أَحْمَدَ أَنْ يُطِيقَ الصِّيَامَ ، وَيُحْصِيَ الصَّلَاةَ وَعِنْدَ عَطَاءٍ إِذَا بَلَغَ
اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَعَنْ مَالِكٍ رِوَايَةُ إِذَا نَاهَزَ الِاحْتِلَامَ . انْتَهَى
قُلْتُ : وَحَدِيثُ الْبَابِ ظَاهِرٌ فِيمَا تَرْجَمَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ
قَوْلُهُ : ( وَأَبُو ظَبْيَانَ )
بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ ( اسْمُهُ حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبٍ ) ابْنُ الْحَارِثِ
الْجَنْبِيُّ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ النُّونِ ، ثُمَّ مُوَحَّدَةٌ الْكُوفِيُّ ، ثِقَةٌ مِنَ الثَّانِيَةِ