الأخ / مصطفى آل حمد
زيد بن الخطاب رضي الله عنه
رحم الله زيداً , سبقني إلى الحسنين
أسلم قبلي ، واستشهد قبلي عمر بن الخطاب
زيد بن الخطاب هو الأخ الأكبر لعمر بن الخطاب ، سبقه الى الإسلام ،
وسبقه الى الشهادة ، كان إيمانه بالله تعالى إيمانا قويا ،
ولم يتخلف عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- في مشهد ولا في غزاة
في كل مشهد كان زيد - رضي الله عنه - يبحث عن الشهادة أكثر من النصر،
ففي يوم أحد وحين حمي القتال بين المسلمين والمشركين، سقط درعه منه،
فرآه أخوه عمر فقال له :إني أريد من الشهادة ما تريده يا عمر.
وظل يقاتل بغير درع في فدائية باهرة .
لقد كان زيد بن الخطاب يتحرق شوقا للقاء ( الرّجال بن عنفوة )
وهو المسلم المرتد الذي تنبأ به الرسول - صلى الله عليه وسلم- يوما
حين كان جالسا مع نفر من المسلمين
حيث قال :إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد .
وتحققت النبوة حين ارتد ( الرّجال ) ولحق بمسيلمة الكذاب ،
وكان خطره على الإسلام أكبر من مسيلمة نفسه ،
لمعرفته الجيدة بالإسلام والقرآن والمسلمين .
دفع خالد بن الوليد بلواء الجيش الى زيد بن الخطاب ،
وقاتل أتباع مسيلمة قتالا مستميتا ،
ومالت المعركة في بدايتها على المسلمين ، وسقط منهم شهداء كثيرون ،
ورأى زيد مشاعر الخوف عند المسلمين فعلا ربوة وصاحأيها الناس ،
عَضُوا على أضراسكم ، واضربوا في عدوكم ، وامضوا قدما ،
والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله ، أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي
ونزل من فوق الربوة عاضا على أضراسه ،
زاما شفتيه لايحرك لسانه بهمس ،
وتركز مصير المعركة لديه في مصير ( الرّجال )
وهناك راح يأتيه من يمين ومن شمال حتى أمسكه بخناقه
وأطاح بسيفه رأسه المغرور ،
وهذا أحدث دمارا كبيرا في نفوس أتباع مسيلمة ،
وقوّى في الوقت ذاته عزائم المسلمين .
رفع زيد بن الخطاب يديه الى السماء مبتهلا لربه شاكرا نعمته ،
ثم عاد الى سيفه وصمته ، وتابع القتال والنصر بات للمسلمين ،
هنالك تمنى زيد-رضي الله عنه- أن يختم حياته بالشهادة ،
وتم له ما أراد فقد رزقه الله بالشهادة
وبينما وقف عمر بن الخطاب يستقبل مع أبوبكر العائدين الظافرين ،
دنا منه المسلمون وعزّوه بزيد ،
فقال عمر :رحم الله زيدا ، سبقني إلى الحسنين ،
أسلم قبلي ، واستشهد قبلي .
في الله اخوكم / مصطفى الحمد