عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-02-2013, 12:31 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

من توهم
أنه قادر على كل شيء وقع في ذنب مهلك هو ذنب الشرك
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ }
[ يونس : 24 ]
أين المشكلة ؟
{ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا }
[ يونس : 24 ]
حينما يتوهم الإنسان : أنه قادر على كل شيء وقع في ذنب مهلك ،
هو ذنب الشرك، لذلك هناك ذنب يغفر، وذنب لا يترك ، وذنب لا يغفر،
فالذي يغفر ما كان بين العبد وربه ، أي ذنب ؟ ما كان بينك وبين الله حصراً،
لكن ما كان بينك وبين العباد هذه الذنوب لا تغفر إلا بالأداء أو المسامحة،
لذلك قال تعالى:
{ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ }
[سورة الأحقاف الآية : 31]
أي : يغفر لكم بعض ذنوبكم التي بينكم وبين الله عز وجل ،
لكن ما كان بينك وبين العباد هذه الذنوب لا تغفر إلا إذا أديتها ،
أو إلا إذا سامحك الطرف الآخر.
﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ﴾
[ يونس : 24 ]
اجعل هذه الحقيقة فردية
أنت حينما تتوهم : أنك تفعل ما تريد وقعت في ذنب كبير ، في ذنب الشرك ،
قل : إن شاء الله ، قل : إذا راد الله ، قل : إذا سمح الله ،
قال:
{ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي }
[ سورة النمل الآية : 40 ]
قل هذا من إكرام الله لي ، لا تقل :
{ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي }
[ سورة القصص الآية : 78]
قالها قارون فأهلكه الله ، قال فرعون :
{ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ }
[ سورة الزخرف الآية : 51 ]
فأهلكه الله عز وجل.
بطولة الإنسان : أن يعزو فضل الله إلى الله لا إلى ذاته
أي إنسان يقول : هذه من جهدي، من خبرتي ، من اختصاصي ، من علمي ،
أي إنسان : يعزو ما أكرمه به من فضل إلى ذاته وقع في الشرك ،
لذلك كلمات مهلكات: أنا ، ونحن ، ولي ، وعندي .
نحن:
{ نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ }
[ سورة النمل الآية : 33 ]
قالها : قوم بلقيس فأهلكهم الله .
لي :
{ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ }
[ سورة الزخرف الآية : 51]
عندي:
{ قالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي }
[ سورة القصص الآية : 78]
أنا:
{ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ }
[ سورة الأعراف الآية : 12]
الشيطان
فخمس كلمات مهلكات : أنا ، ونحن ، ولي ، وعندي ،
أي : عزوت فضل الله إلى جهدك لا إلى فضل الله عز وجل ،
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ
وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً }
[ يونس : 24 ]
هذا ملمح دقيق جداً
قد تأتي الساعة على قوم ليلاً ، وعلى قوم نهاراً ، أي الساعة تعم الأرض ،
{ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ }
[ يونس : 24 ]
الآن : هناك مدنأصابها زلزال فاختفت
الآن : ترون في الأخبار بالصين عشرات ألوف القتلى اختفوا تحت الأرض ،
{ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ }
[ يونس : 24 ]
كل بطولتك : أن تعزو فضل الله إلى الله لا أن تعزوه إلى ذاتك ،
وهذا الدرس لا ينجو منه أحد .
من علامات الإيمان أن المؤمن الصادق يرى فضل الله عليه :
من هم قمم البشر ؟ الصحابة الكرام ، في بدر
قال تعالى :
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ }
[ سورة آل عمران الآية : 123 ]
مفتقرون إلى الله : همهم وفيهم سيد الخلق في حنين
قالوا:
( ولن يُغلَبَ اثنا عشرَ ألفًا من قلَّةٍ )
[ أخرجه أبو داود والمنذري عن عبد الله بن عباس]

في الله اخوكم / مصطفى الحمد

رد مع اقتباس