لا نستطيع في أي حالة من الأحوال نحيط بأسرار هذه السورة
العظيمة و لكن على الأقل نقتبس من نورها قبل ان نتحدث عن أي
سورة لابد إن نستبق ذلك بالحديث عن أمور أربعة ليسهل فهم السورة .
أن تعرف اسمها أو أسمائها ولكن ليس المقصود هو معرفة الاسم
فكل اسم لابد له من اثر اقرب لكم الفكرة فمثلا سورة الفاتحة تسمى
الكافية فهي كفاية نور وهدى الشافية علاج للروح والبدن فإن
عرفنا أسماء هذه السور عرفنا مقاصدها عرفنا كيف نستفيد من تلك
ولما نأتي إلى سورة النور ليس لها إلى هذا الاسم واثر الاسم على
السورة فسورة النور هي نور الحياة من اتبع ما فيها من أوامر
ومن خالف ما فيها فلن يجد إلا الظلمه..
تنظر إلى فضلها هل ورد لها فضل في الحديث حديث الرسول عليه
الصلاة والسلام أم ورد لها فضل في القران أم أنها كعامة السور
فالقران كله عظيم لكن بعضها أعظم من بعض .
فنأتي لسورة النور هل وردها فضل ؟
نعرف إجابة ذلك من أول السورة
} سُورَةٌ أَنزَلْنَـهَا وَفَرَضْنَـهَا{
ذكرت فيها سورة فتدل على ارتفاع منزلتها وعلوها
فسورة النور لها علو ورفعه خاصة بها .
} وَأَنْزَلْنَا فِيهَآ ءَاَيَـتِ بَيِّنَـت {
أعاد الله التنبيه إن فيها عظمة لما فيها من آيات وأحكام
} لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {
فهذا هو الصدف من انزال سورة النور هو أن تتذكر .
فان لم تتذكر فإنك لم تحقق الهدف .
ففضل سورة النور ذكر في القران وورد عن فضلها ما نقل إلينا من
عمر بن الخطاب كان يوصي امرأة الأنصار
لماذا يقول رضي الله عنه وأرضاه ذلك؟؟؟
لان سورة النور لها اثر في طهارة القلب وصفاء الحياة وإنارة
لحياتنا والبعد عن المشاكل ..
وورد عن أبو الوائل السلمي يقول :
حضرت عند ابن عباس في الحج فقام يخطب الناس
فإبن عباس خطيب يعلم الناس فما الذي اختاره ليعلم الناس الدين؟
فيقول ابو وائل فقام ابن عباس خطيب في الناس للحج ثم قرأ سورة
النور فما يزال يفسرها حتى قلت :
( والله لو سمع هذا الروم والفرس والديلم لا سلموا )
سبحان الله هذا من عظمه هذه السورة فابن عباس يفتح أذهان
الناس للسورة وليفجر ما فيها من علم ومعرفة ويزيل الغشاوة عما
فأبن عباس عاش مع السورة فرأى إن أحوج ما يحتاجونه الناس
فهذا هو فضل سورة النور ..
ومن الأمور الثالث التي يجب أن تعرفها :
ومشكلتنا إننا لم نستوعب أهمية معرفة ذلك فلو سألت أحد :
لقال : مكية نزلت في مكة .. مدنية نزلت في المدنية ....
ولكن نحن نرى السلف فصلوا في ذلك وأطالوا .
فقالوا : هذه سورة مكية وهذه مدنية ..
وهذه مكية وبعض آياتها مدنية ......
ليس أنها نزلت في مكة أو المدنية بل لأن مقاصد المكية تختلف
تماما عن المدنية فلما نقرأ سورة مكية يختلف عن قراءتنا لسورة
مدنية وسورة النور مدنية .
فعندما نقرأها يجب أن نعرف أنها مدنية جاءت أوامر ونواهي وأحكام تفصيلية
نحتاجها في اليوم والليلة . فنحن عندما نقرأ سورة النور نستمع إلى الله
عندما يقول لنا افعلوا لا تفعلوا .
ثم تأتينا أشياء عاضدة تعيننا أن نفعل وأشياء تعيننا أن لانفعل فنرى
سورة النور هل بدأت بذكر الله عزوجل وعظمته ؟
بل بدأت بذكر الزانية والزاني أحكام أوامر قضايا كبرى في الحياة ..
الذي تستبق به قبل ان تتحدث عن أي سورة لابد لنا معرفه مقصود
فنحن إن قرأنا سورة ولم نعرف مقصودها فهذا يضيع علينا المعاني
ولا نفهم السورة فهما صحيحا .
فمقصود سورة النور مأخوذ من اسمها فجاءت سورة النور من أجل
تحصيل النور في الدنيا ومنع وإزالة الظلمة عنك وعن المجتمع في
وجاءت سورة النور بجلب وبيان أسباب النور .
ومنع وإزالة أسباب الظلمة , فالله ضرب مثلا للنور ومثلا للظلمة
} وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ{
إذا لم يجعل الله في قلبك وحياتك نور فوالله لن تجد ذلك النور أينما ذهبت .
نقول نعلم باتفاق أهل السنة والجماعة أنه من أسماء الله سبحانه
النور ومن صفاته أنه نور وأن الوحي الذي أنزل الله سبحانه
} وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مّبِيناً{
وأن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام قد وصفه الله بالنور فكلاهما
فإذا أردت النور من غير هذا النور فو الله لن تحصل إلى على
الظلمات فنرى بعضهم يبحث عن السعادة في المال والسفريات .
كل هؤلاء إن لم يؤخذوا هذه السعادة وهذا النور من سورة النور
فو الله لن يجدوها وهذا حكم الله سبحانه الذي لا يختلف .
وهذا هو الذي يبين لنا أسباب النور وأسباب الظلمات ..