عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-12-2013, 06:02 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

يقول العلماء إن معظم مادة الكون هي المادة المظلمة، وتشكل المادة المظلمة
مع الطاقة المظلمة بحدود 96% أو أكثر بقليل، والمادة العادية التي نعرفها
مثل المجرات الدخان الكوني، الغبار الكوني، المذنبات، الكواكب، النجوم،
هذه لا تشكل إلا أقل من 4 % ومعظمها لا يرى لأنها نجوم ومجرات بعيدة
خافتة لا تكاد تُرى، ويقولون إن كل ما نراه من الكون هو أقل من 1 %
ولذلك فإن الله عز وجل عندما أكد لهؤلاء المشككين أن هذا القرآن
هو قول رسول كريم ماذا قال لهم؟
يقول تعالى:
}فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ{
[الحاقة: 38-40]
فالله تبارك وتعالى يستخدم آياته الكونية ويقسم بها على أن هذا القرآن
هو كلام الله رسول كريم وليس قول بشر كما يدعي هؤلاء.
لقد حدثنا الله تبارك وتعالى عن السماء في كثير من آيات القرآن:
}اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ
لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا{
[الطلاق: 12]
ويقول أيضاَ:
}ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا
قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ{
[فصلت: 11]
ويقول أيضاً:
}وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ{
[فصلت: 12].
وهنا لاحظ العلماء حديثاً جداً أيضاً أن هذه المجرات متوضعة عبر المادة المظلمة
التي لا ترى ولكنها مادة قوية وشديدة وتتحكم بتوزع المجرات في الكون
أي أن المادة المظلمة غير المرئية تتحكم بما هو مرئي في الكون
وهنا قد نجد إشارة إلى أن هذه المادة قد تكون هي السماء التي حدثنا الله عنها
لأن الله تبارك وتعالى يقول:
}وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ{
[الملك: 5]
والعلماء يقولون إن المادة المظلمة تملأ الكون، وهذه النجوم والمجرات
والنجوم البعيدة اللامعة هي مثل المصابيح المعلقة، يسمونها في اللغة الإنكليزية
Flash-Lights أي مصابيح كاشفة تكشف ما حولها من دخان وغبار وغير ذلك.
والشيء الآخر أنهم وجدوا طرقاً في هذه السماء، فقد وجدوا أن المادة المظلمة
تنتشر على شكل طرق، أي أنها ليست مادة مسمطة أو كتلة واحدة
بل هي محبوكة على شكل طرق، أو على شكل نسيج، وهنا تتجلى معجزة
القرآن أيضاً عندما حدثنا عن هذا الأمر
فقال تبارك وتعالى:
}وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ{
[الذاريات: 7]
وبعض المفسرين فسر هذه الآية بقوله:
}وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ{
أي ذات الطرق
وفعلاً يقول العلماء وبالحرف الواحد:
(إن المادة المظلمة تنتشر على شكل طرق تتخلق فيها المجرات
وتجري أشبه بطرق سريعة في مدينة مزدحمة).
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هذه صورة الكون كما وجدها علماء وكالة (ناسا)، حيث أنهم وجدوا
أن هذه المادة المظلمة أو السماء تنتشر على شكل طرق،
والله تبارك وتعالى حدثنا عن هذا الأمر عندما قال:
} وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ{
[المؤمنون: 17]
ويقولون أيضاً إن هذه المادة المظلمة محكمة وشديدة وتم بناؤها بإحكام شديد.
الله تبارك وتعالى أيضاً ذكر هذا الأمر عندما قال:
} وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا{
[النبأ: 12]
وصف هذه السماوات بأنها شديدة، وقوية ومتماسكة.
ولذلك فإن هذه المادة المظلمة قد تكون هي السماء التي حدثنا عنها القرآن
والتي خاطب الله تبارك وتعالى بها الناس على لسان
نبيه نوح عليه السلام عندما قال:
} أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا *
وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا{
[نوح: 15-16]
فسيدنا نوح يحدثنا عن سبع سماوات، والقرآن دقيق في هذه الآية،
عندما قال:
}أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ {
لأننا لا يمكن أن نرى هذه السماء رؤية مباشرة، إنما نستطيع أن نراها
من خلال الحسابات والأرقام والأجهزة ونستطيع أن نعرف كيف تم بناؤها،
كما قال تعالى:
}أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا{
تأملوا كلمة كيف، أي: أيها الإنسان ابحث في الكيفية التي تمت فيها بناء
هذه السماء (كَيْفَ)، وهذا النداء الذي أطلقه القرآن قبل أربعة عشر قرناً
يطبقه اليوم علماء الغرب وهم لم يقرؤوا القرآن.
ففي بحث علمي حديث لثلاثة من كبار الباحثين والذي نال جائزة
(كارفورد) لعام 2005 وأطلقت هذا البحث الأكاديمية السويدية للعلوم
يقول فيه الباحثون:
(إن هذا الكون يظهر غنىً في البناء)
أي ليس هو مجرد بناء، بل هو أكثر من بناء حتى، من الذرة إلى المجرة
إلى الكواكب إلى الغبار الكوني إلى كل شيء في هذا الكون تم بناؤه بإحكام
عجيب، وهذا ما قاله القرآن عندما أمرنا أن ننظر ونتفكر.
وخرجوا بنتيجة بحثهم أنه لا توجد أي فراغات في هذا الكون
وهذا ما قال به القرآن:
}أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ{
لماذا ذكر الله هذه الحقيقة الكونية في كتابه؟
ولماذا حدثنا عن مادة مظلمة لا ترى؟ ولماذا حدثنا عن السماء ونحن نعلم
أن السماء الدنيا هي كل ما نراه من مجرات هو ما دون السماء الدنيا؟
هنالك أناس يسمون طبقات الغلاف الجوي السماوات السبع، وهذا خطأ يقيناً
لأن السماوات السبع هي أبعد بكثير من مجال رؤيتنا، فأبعد مجرة
مكتشفة ويبلغ بعدها بحدود أكثر من 20 ألف مليون سنة ضوئية،
ونحن لا زلنا ضمن حدود السماء الدنيا
لأن الله تبارك وتعالى يقول:
}وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ{
[فصلت: 12]
وهنا يأتي الهدف! كأن الله تبارك وتعالى يقول:
أيها الإنسان انظر إلى هذا الكون الذي حدثتك عنه، فإذا ما رأيت هذا
الإحكام، وهذا الإعجاز الكوني يتجلى في خلق الله تبارك وتعالى،
وقد حدثتك الله عنه في القرآن، فلا بد أن تدرك أن صاحب هذا الكون،
هو صاحب هذا الكتاب وأن خالق الكون تبارك وتعالى هو من أنزل هذا القرآن.
كذلك فإن الله تبارك وتعالى عندما يقول:
}فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {
[الحاقة: 38-40]
تماماً كأن الله تبارك وتعالى يريد أن يرسل لك رسالة خفية،
أيها الإنسان المشكّك:
كما أن الله تبارك وتعالى حدثك عن أشياء لا تراها، وحدثك عن آيات
كونية لا يمكن رؤيتها، وأنت اليوم في القرن الحادي والعشرين بعد تطور
الأجهزة بشكل مذهل، وبعد اكتشاف هذه الحقائق من قبل آلاف العلماء،
وذلك باستخدام مئات المراصد الكونية المتوضعة على الأرض وخارج
الأرض وملايين الأجهزة من الكمبيوتر جميعها تعمل ليلاً نهاراً بهدف
اكتشاف هذه الحقائق الكونية، عندما تدرك أن الله تبارك وتعالى حدثك
عنها، فلا بد أن تدرك أن هذا الكلام هو قول رسول كريم، ليس كلام بشر،
لأن البشر لا يمكن أن يجزموا بهذه الحقائق.
فنحن نعلم أن القرآن نزل في القرن السابع الميلادي، وعندما نجد فيه
حديثاً عن السماء وأنها ذات حبك، وذات طرق، وأن الله بنى فوقنا سبع طرائق
وأنه أيضاً تبارك وتعالى وصفها بأنها شديدة
}وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا{
[النبأ: 12]
ويأتي العلماء اليوم ليصفوا هذه المادة المظلمة بنفس الصفات
التي أطلقها القرآن قبل أربعة عشر قرناً..
فماذا يعني ذلك؟!
إنه يعني شيئاً واحداً: أن هذا القرآن هو كتاب من عند الله تبارك وتعالى
وليس لبشر أي حرف فيه، كذلك فإن الله تبارك وتعالى يعلمنا كيف
نرد على أعداء القرآن بشكل علمي
فالله تعالى يقول:
} أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ{
ويقول أيضاً:
}قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ{
[يونس: 101]
ويقول أيضاً:
}قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ{
[العنكبوت: 20]
وهكذا آيات كثيرة إنما يعلمنا كيف نخاطب غير المسلمين بلغة العلم ولغة
الحقائق العلمية لأننا عندما نقول لهؤلاء العلماء إن ما تكشفونه
من أبحاث عن (المادة المظلمة) وصفاتها قد ذكرها الله في القرآن الكريم،
فهذا دليل قوي ومقنع على أن هذا القرآن كتاب الله تبارك وتعالى.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس