ويقول عن آدم
} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ{
29- الحجر.
يقول(روحي) ولا يقول روح آدم.فينسب ربنا الروح لنفسه دائما
} وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ{
أي من الله
22-المجادلة
ويقول عن نزول القرآن
}وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا {
52-الشورى
}يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ{
15-غافر
} يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ{
2- النحل
فالروح دائما في حركة من الله والى الله ولا تجري عليها الأحوال
الإنسانيةولا الصفات البشرية .. ولا يمكن أن تكون محل لشهوة
و هوى أو شوق أو عذاب .. ولهذاتوصف الروح بألفاظ عالية.
فيقول القرآن عن جبريل :
أنه روح القدس .. والروحالأمين.
أما النفس فهي تنسب دائما إلى أصحابها
}وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ{
79- النساء
}مَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ{
15-الإسراء
} وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ{
118- التوبة
} وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي{
53- يوسف
} وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي{
96- طه
وعندما تنسب النفس إلى الله فتلك هي الذات الإلهية
} وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ{
28 آل عمران
فالنفس الإلهية هي غيب الغيب يقول عيسى لربه يوم القيامة
} تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ{
116- المائدة
فالنفس الإلهية لا تتشابه مع النفسالإنسانية إلا في اللفظ فقط
ولكنها شيء آخر البتة..
} لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ{
11- الشورى
} وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ{
4 –الإخلاص
والسؤال إذا ما نصيب كل من الروح؟
وما معنى أن لنا روحا وجسدا ؟
وما علاقة نفس كل منا بروحه وجسده؟
أما نصيبنامن الروح فهو النفخة التي ذكرها القرآن في قصة خلق آدم
}إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ
مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) {
71و 72- ص
وعلاقة النفس بالروحوالجسد هي أشبه بعلاقة ذرة الحديد بالمجال
المغناطيسي ذي القطبين
والذي يحدثدائما للنفس هو حالة استقطاب، إما انجذاب وهبوط إلى
الجسد إلى حمأة الواقع وطينالغرائز والشهوات، وهذا ما يحدث
للنفس الحيوانية حينما تشاكل الطين وتجانس الترابفي كثافتها،
وإما انجذاب وصعود إلى الروح إلى سموات المثال والقيم والأخلاق
الربانية، وهو ما يحدث للنفس حينما تشاكل الروح في لطفها
وشفافيتها .. والنفس فيحالة تذبذب طوال الحياة ما بين القطبين.
ومن هنا نفهم أن حقيقة الإنسان هينفسه،
والذي يولد ويبعث ويحاسب هو نفسه .. أما جسده وروحه فهما مجرد
مجال تمامامثل الأرض والسموات في كونهما مجال حركة بالنسبة
للإنسان ليظهر مواهبهوملكاته.
فالنفس يمكن أن ترتقي وتتزكى حتى تشاكل الروح فتلك نفس يقربها
الله منعرشه ويقول عنها أنها ستكون
}فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ{
55- القمر
أما النفوسالمظلمة التي تهبط بفجورها إلى الدرك الشيطاني
فهم الذين يقول عنهم ربهم يومالقيامة
}إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}
15- المطففين
والروح لا مكان لها في جنةأو جحيم وإنما هي نور من نور الله
تنسب إليه، وهي منه لا يجري عليها محاسبة أومعاقبة أو مكافأة
وإنما هي المثل الأعلى
}وَللّه الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ {
60- النحل
} وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {
27- الروم
وذلك عالم المثال النوراني الذي يستمد قدسيته ونورانيته
من كونه من اللهومن أمر الله
}وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلً{
85- الإسراء.
مصطفى محمود - رحمة اللهعليه