6- كلمة (لَعِبًا) تكررت أيضاً أربع مرات مثل سابقتها، وهنا نجد إعجازاً
مبهراً، ولكن لنتأمل هذه الآيات الأربعة:
-} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا
مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ{
[المائدة:57].
-}وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ{
[المائدة:58].
-} وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا {
[الأنعام: 70]
- }الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {
[الأعراف: 51]
انظروا معي كيف أن الآيات الأربع تتحدث عن اتخاذ الكفار للدين لعباً،
أي أن كلمة (لَعِبًا) تأتي دوماً للتعبير عن دين الكفار وكيف يتخذون الدين
والصلاة لعباً، وينبغي أن ننتبه إلى أن كلمة(لَعِبٌ) وردت مع الدنيا وكلمة
(لَعِبًا) وردت مع الدين، وكلاهما تكرر أربع مرات، فسبحان الله!
7- كلمة (لَاعِبِينَ) تكررت مرتين في الآيات التالية:
-} وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ{
[الأنبياء:16].
- }وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ{
[الدخان:38]
وتأملوا كيف أن هذه الكلمة تأتي دوماً في نفس السياق، ولكن جاءت الآية
الأولى لتتحدث عن السماء
}وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ{
ولكي لا يظن أحد أن الله قد خلق بقية السموات لعباً، فجاءت الآية التالية
لتشمل كل السموات فقال:
} وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ{
فتأملوا هذه الدقة والشمول في تكرار الكلمات.
8- كلمة (اللَّاعِبِينَ) وردت مرة واحدة
في قوله تعالى:
}قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ{
[الأنبياء:55]
والآية جاءت في سياق قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام. إذاً هذه الكلمة
خاصة بكلام الكفار في زمن إبراهيم.
اللهو واللعب
وردت عبارة (لَعِبٌ وَلَهْوٌ) و (لَهْوٌ وَلَعِبٌ) أربع مرات في القرآن، والعجيب
أنها جميعها تتحدث عن الحياة الدنيا، وجميعها جاءت بتسلسل وتدرج
في التأكيد على حقيقة أن الحياة الدنيا هي مجرد لعب ولهو،