أيها الأخ الحبيب الغالي
ارضي عن الله فيما قدرهُ لك فقدَرُهُ وقضاؤهُ للمؤمنِ كلُهُ خير :
{ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}
المرسلات23
قال صلى الله عليه وسلم:
(عجبًا لأمرِ المؤمنِ . إنَّ أمرَهُ كُلَهُ خيرٌ وليس ذاكَ لأحدٍ إلا للمؤمن
إنْ أصابتْهُ سراءُ شكرَ فكانَ خيرًا لهُ وإنْ أصابتْهُ ضراءُ صبرً
فكانَ خيرًا له )
مسلم
أتكرهُهُ ...وقد يكون خيراً عظيماً لك عندَ الله ؟
{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً
وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
البقرة216
تجري أمورُ ولا تَـدْرِي:
أوائلُــهـا خَيْرٌ لنفسك أم مـا فـيهِ تـأخــيرُ فاستقدرِ اللـهَ خـيراً وارضَـيَنَّ بـه
فبينما العـسـرُ إذ دارتْ مـياسيِـرُ
قال صلى الله عليه وسلم :
(ليودَّنَ أهلُ العافيةِ يومَ القيامةِ ، أنَّ جُلُودَهُم قُرِضَتْ بالمقارِيض ،
مما يرونَ مِنْ ثوابِ أهلِ البلاء )
صحيح الجامع
فما وجده أهلُ البلاءِ في الآخرةِ من اللَّذةِ والمسرَّةِ أضعافَ ما حصلَ لهم
من المرض ومرارةُ الدنيا انقلبت حلاوةً في الآخرة.
انظر أيها الحبيب لرحمته بعباده سبحانه وتعالى:
قال صلى الله عليه وسلم :
( إن الرجلَ ليكونُ لهُ عندَ اللهِ المنزلةَ فما يبلغَها بعملٍ
فما يزالُ اللهُ يبتليهِ بما يكرَهُ حتى يبلِّغَهُ إياها )
انظر لرحمته أيضاً بك إذ يريد لك بمرضِك نجاتُك من النار
ها هو صلى الله عليه وسلم يعودُ مريضًا ومعَهُ أبو هريرة من وعكٍ كان به
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أبشر فإن الله يقول هي ناري أسلِّطُها على عبدي
المؤمن في الدنيا لتكون حظهُ من النارِ في الآخرة )
صحيح ابن ماجه
إنَّ الشقيَ الذي في النارِ منزِلَهُ والفوزُ فوزُ الذي ينجو من النارِ
ارفع ما نزل بك إلى الله سبحانه وتعالى وحده ولا تتعلق بغيره
فيكلك إليه ويعذِبك به
{ قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً}
الإسراء 56
وافعل كما فعل أنبياءُ الله سبحانه وتعالى بشكوى الضرِ إلى الله تعالى:
{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
الأنبياء83
وليكن منك على بالٍ قولُهُ صلى الله عليه وسلم :
( ما ابتلى الله عبدًا ببلاءٍ وهو على طريقةٍ يكرهها إلا جعل الله ذلك البلاء
كفارةً وطهورًا ما لم يُنْزِلْ ما أصابه من البلاءِ بغيرِ الله ،
أو يدعو غيرَ اللهِ في كشفه )
صحيح الترغيب
فالشكوى كلها لله لا للمخلوقين على الله :
{ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ}
يوسف86
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(قال الله تعالى : إذا ابتليتُ عبدي المؤمن ، فلم يشكني إلى عواده أطلقته
من إساري ، ثم أبدلته لحمًا خيرًا من لحمه ، و دمًا خيرًا من دمه ،
ثم يستأنفِ العمل )
صحيح الجامع
أيها الأخ الحبيب الغالي
عليك بسلاح الدعاء عند نزول البلاء
{ وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }
الأنعام42
{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ}
الأعراف94
فإليه المفزع والملتجأ :
{ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}
النحل53
ادع الله فهو الذي قدر الشفاء كما قدر المرض:
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }
الشعراء80
{ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ
فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
يونس107
وساريةٍ لم تسرِ في الأرضِ تبتغـي محـلا ولـم يقطـعْ بهـا البيـدَiiقاطـعُ
سرتْ حيـثُ لـم تسـرِ الركـابُiiولـم تُنِخْ لِوِرْدٍ ولم يُقصَر لها القيدُ مانعُ
تـظـلُ وراءَ اللـيـلِ واللـيـلُ سـاقِــطٌ بـأوراقِــه فـيــهِ سـمـيـرٌ وهـاجــعiiُ
تُـفَـتَـحُ أبـــوابُ الـسـمـاءِ لـوفـدِهـا إذا قــرعَ الأبــوابَ مـنـهـنَّiiقـــارعُ
إذا سـألـتْ لــم يَــردُدِ اللهُiiسـؤلـهَـا عـلــى أهـلِـهـا واللهُ راءٍiiوســامــعُ
وأنــي لأرجـــو اللهَ حـتــىiiكـأنـمـا أرى بجميـلِ الظـنِ مــا اللهُiiصـانـعُ
فليعظم يقينُك في ربك... فهو يجب المضطر إذا دعاه
قال سبحانه وتعالى :
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}
النمل62
واستشعر قوله تعالى :
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
البقرة186