مما يلفت النظر في سيرة هذا الصحابي أنه
كان حجة في كتاب الله،حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام أمر أصحابه
أن يتعلموا منه وكان إماماً للمهاجرين من مكة إلى المدينة طوال صلاتهم
مسجد قباء هو المسجد الذي في ظاهر المدينة، وهو الموقع الذي استقبل
عنده أصحاب رسول الله من الأنصار المؤمنين قبل أن يروا رسول الله .
بلغ من التفوق في القرآن، ومن الورع والإخلاص، ومن حب النبي
عليه الصلاة والسلام, حتى قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام:
( الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك )
يعني الإنسان يقاس بمن معه، هناك أتباع بلغوا درجة عالية جداً
من الرقي، ومستوى عالياً من الفهم والإيمان، والتواضع والمعاونة،
والوقوف في الملمات، والإيثار والتضحية, الإنسان لا يقاس أتباعه
بعددهم بل بنوعيتهم، أحياناً تجد في ملعب كرة خمسة وثلاثين ألفاً،
كلهم يهيج ويموج، لدخول كرة بالمرمى، فكان القيامة قامت،
تعجب ما الذي حصل؟ ما هذا الذي جعل الناس يهيجون؟ وقع أربعون
قتيلاً مرة في بعض المباريات, وينقلب الأمر إلى توحش أحياناً
}فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً {
وهذا الذي أقوله لكم دائماً: واحد كألف وألف كأف،
ربنا عز وجل وصف أهل الدنيا, فقال:
} صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ{
( سورة الأنعام الآية: 124)
شيء آخر, سيدنا سالم رضي الله عنه كان أخوانه المؤمنون,
يقولون عنه: سالم من الصالحين, فالصحابة كانوا جميعاً يحبونه،
حتى إنهم وضعوه من الصالحين .
في هذه القصة الذي قر عين النبي له :
هذا الصحابي له مزايا، وبالمناسبة فأصحاب النبي عليهم رضوان الله،
كل واحد منهم تفوَّق في ناحية، هذا في شجاعته, هذا في حلمه،
هذا في حيائه، هذا في كرمه، هذا في إنصافه ، هذا في شدته في الحق،
هذا في عفوه، إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام جمع كل الفضائل
أنت ممكن أن تجعل في مستشفى ثلاثمئة طبيب، وتختار واحداً منهم يكون
مدير المستشفى، لكن إن لم يكن هذا المدير أعلى مستوى في العلم من كل
الأطباء لا ينصاعون له، بل يتمردون عليه، الإنسان العالي يأبى أن يخضع
للأدنى، فهل يمكن لإنسان يحمل شهادة عليا وتضعه تحت إمرة إنسان
يحمل ابتدائية؟ طبعاً سيكشف حاله وقصوره وأن الفرق كبير جداً,
النبي عليه الصلاة والسلام إن لم يكن كاملاً في كل النواحي لما أستحوذ
وأجمل منك لم تر قط عيني وأكمل منك لـم تلـدiiالنسـاء