عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-06-2013, 08:19 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

مما يلفت النظر في سيرة هذا الصحابي أنه
كان حجة في كتاب الله،حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام أمر أصحابه
أن يتعلموا منه وكان إماماً للمهاجرين من مكة إلى المدينة طوال صلاتهم
في مسجد قباء .
مسجد قباء هو المسجد الذي في ظاهر المدينة، وهو الموقع الذي استقبل
عنده أصحاب رسول الله من الأنصار المؤمنين قبل أن يروا رسول الله .
بلغ من التفوق في القرآن، ومن الورع والإخلاص، ومن حب النبي
عليه الصلاة والسلام, حتى قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام:
( الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك )
يعني الإنسان يقاس بمن معه، هناك أتباع بلغوا درجة عالية جداً
من الرقي، ومستوى عالياً من الفهم والإيمان، والتواضع والمعاونة،
والوقوف في الملمات، والإيثار والتضحية, الإنسان لا يقاس أتباعه
بعددهم بل بنوعيتهم، أحياناً تجد في ملعب كرة خمسة وثلاثين ألفاً،
كلهم يهيج ويموج، لدخول كرة بالمرمى، فكان القيامة قامت،
تعجب ما الذي حصل؟ ما هذا الذي جعل الناس يهيجون؟ وقع أربعون
قتيلاً مرة في بعض المباريات, وينقلب الأمر إلى توحش أحياناً
قال تعالى:
}فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً {
( سورة الكهف الآية: 105)
وهذا الذي أقوله لكم دائماً: واحد كألف وألف كأف،
ربنا عز وجل وصف أهل الدنيا, فقال:
} صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ{
( سورة الأنعام الآية: 124)
شيء آخر, سيدنا سالم رضي الله عنه كان أخوانه المؤمنون,
يقولون عنه: سالم من الصالحين, فالصحابة كانوا جميعاً يحبونه،
حتى إنهم وضعوه من الصالحين .
إليكم موقف هذا الصحابي
في هذه القصة الذي قر عين النبي له :
هذا الصحابي له مزايا، وبالمناسبة فأصحاب النبي عليهم رضوان الله،
كل واحد منهم تفوَّق في ناحية، هذا في شجاعته, هذا في حلمه،
هذا في حيائه، هذا في كرمه، هذا في إنصافه ، هذا في شدته في الحق،
هذا في عفوه، إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام جمع كل الفضائل
لذلك خضعوا له .
أنت ممكن أن تجعل في مستشفى ثلاثمئة طبيب، وتختار واحداً منهم يكون
مدير المستشفى، لكن إن لم يكن هذا المدير أعلى مستوى في العلم من كل
الأطباء لا ينصاعون له، بل يتمردون عليه، الإنسان العالي يأبى أن يخضع
للأدنى، فهل يمكن لإنسان يحمل شهادة عليا وتضعه تحت إمرة إنسان
يحمل ابتدائية؟ طبعاً سيكشف حاله وقصوره وأن الفرق كبير جداً,
النبي عليه الصلاة والسلام إن لم يكن كاملاً في كل النواحي لما أستحوذ
على قلوب أصحابه،
لذلك رحم الشاعر إذ يقول:
وأجمل منك لم تر قط عيني وأكمل منك لـم تلـدiiالنسـاء

خلقـت مُبـرّأً مـن كـل عيـبٍ كأنك قـد خلقـت كمـاiiتشـاء
فسيدنا سالم كان جريئاً بالحق، وأحياناً الجرأة مهمة جداً، يعني الجرأة
أحياناً ينتج منها خيرٌ كثير، هذه الجرأة بدت في قصة، وهي محور الدرس
وهذه القصة نموذجية، تبين عظمة الإسلام، وتبين عظمة هذا النبي العظيم .
فبعد أن فتحت مكة للمسلمين بعث النبي عليه الصلاة والسلام ببعض
السرايا إلى ما حول مكة من قرى وقبائل، وأخبرهم أنه عليه
الصلاة والسلام إنما يبعث بهم دعاة لا مقاتلين, وكان على رأس
إحدى السرايا سيدنا خالد بن الوليد، وحينما بلغ خالد وجهته حدث
ما جعله يستعمل السيف ويريق الدم، وقع أمر اقتضى أن يحارب
سيدنا خالد مع أن التوجيه الذي معه ألا يحارب، والتوجيه خلاصته دعوة لا قتال .
يروي كتاب السيرة أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما سمع
بهذه الواقعة اعتذر إلى الله عز وجل، وقال:
( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد )
كم في النبي من رغبة في حقن الدماء؟
كم عند النبي من رغبة في نشر السلام؟
كم كان حريصاً على حياة الناس؟
كم كان حريصاً على أن يحيا الناس بسلام؟
كم كان حريصاً على أن ينشر هذا الإسلام بالدعوة السلمية لا بالسيف؟

رد مع اقتباس