الموضوع: الجوع الشافي
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-10-2013, 10:04 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي الجوع الشافي

الأخت / بنت الحرمين الشريفين


الجوع الشافي

دواء القلوب القاسية و المريضة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فوائد الصوم العلاجية :


ومن أعظم آثار الصوم شأنا وأنصعها برهانا

وأعلاها خطرا :


1. الحرية :

أفضل ما في الصوم أنه يحرِّر الإنسان من سلطان غرائزه وقيود شهواته

ويتيح له أن ينطلق من سجن جسده ، ويتحكم في مظاهر حيوانيته

ويلتحق بالملائكة في السمو إلى المستوى الإيماني الرفيع ،

وصون حواسه عن الشرور والآثام ،

إنه كسر القيد الثقيل وتنسم نسائم الحرية

وهل الحرية إلا حرية القلب؟!


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" فإنَّ أسْرَ القلب أعظم من أسر البدن ، واستعباد القلب أعظم من استعباد

البدن ؛ فإن من استُعْبِد بدنُه واستُرِقَّ وأُسِر لا يبالي إذا كان قلبُه مستريحا

من ذلك مطمئنا ، بل يمكنه الاحتيال في الخلاص ؛ وأما إذا كان القلب

- الذي هو مَلِك الجسم - رقيقاً مستعبداً متيَّماً لغير الله ؛ فهذا هو الذلُّ ،

والأسرُ المَحْض ، والعبودية الذليلة لما استعْبد القلب ، ولو كان في

الظاهر ملكَ الناس ؛ فالحريةُ حرية القلب ، والعبودية عبودية القلب "

.

فلينزل هذا الدواء على قلبك نزول الماء

من الظمآن كما أوصاك بذلك رسول الله :


( ألا أُخبِركم بما يذهب وَحَر الصدر؟

صوم ثلاثة أيام من كل شهر )


ووَحر الصدر :

غِشُّه ووساوِسُه ، وقيل : الحِقْد والغَيْظ والعَداوَة ، وقيل : أشدُّ الغَضَب ،

وهي كلها أمراض قلوب يقضي عليها الصوم كما أخبر بذلك الحبيب

ويُقال إِن أَصل هذه الكلمة من الدُّوَيْبَّة التي يقال لها الوَحَرَة ، فشبَّه

النبي العداوة والغلَّ ولصوقها بالصدر بالتصاق الوَحَرَةِ بالأَرض

ومع هذا يقضي الصوم على كل هذا ، وذلك في ثلاثة أيام فقط إذا حافظت عليها.


وأشار إلى فاعلية هذا الدواء مقارنة بغيره من الأدوية

في قوله لأبي أمامة :


( عليك بالصوم ، فإنه لا مِثْل له )


وفي رواية :


( لا عدل له )


‏ ‌إنه قطع الطريق على الشيطان ومباغتته وإتيانه من حيث لا يحتسب.


أما عن سِرِّ فاعلية الدواء وسبب قوته

فقد أوجزها أبو قدامة في سطرين اثنين فحسب حين قال :

" أنه قهر لعدو الله ، لأن وسيلة العدو الشهوات ، وإنما تقوى الشهوات

بالأكل والشرب ، وما دامت أرض الشهوات مخصبة ، فالشياطين

يتردَّدون إلى ذلك المرعى ، وبترك الشهوات تضيق عليهم المسالك " .


وهذا ما شاهده أحمد بن أبي الحوارى أمام عينيه حين قال :

خرجت مع أبي سليمان الداراني ، فمررنا على زرع ، وإذا طائران

يلقتطان الحب ، فلما شبعا أراد الذكر الأنثى ، فقال : " يا أحمد

انظر فيما كان ؛ لما شبعا دعته بطنه إلى ما ترى " .


ولأن الروح سماوية علوية ، والجسد أرضى سفلي ، وكانت منافذ الروح

تُغلق بالشبع وملء البطون ، وتُفتح بالصوم ومكابدة الجوع ، ذلك

أن الصوم يُضعف سيطرة البدن على الروح ، فتتحرر تلك النفحة العلوية

في الإنسان من براثن الجسد والشهوات المقيِّدة ، وتنتصر على

ما كان يغلبها في الماضي ،


ولسان حال القلب :

وانكسر القيد يا روحي وحانت ساعة النصر


2. التدريب التربوي :

ومن آثار الصوم كذلك التغلب على نزعات الشهوة ، واتخاذ الكف

عن الطعام والشراب وسيلة تدريبية إلى كفِّ اللسان عن السب والشتم

والصخب ، وإلى كفِّ اليد عن الأذى والبطش ، وإلى كفِّ البصر

عن النظرة الخائنة ، وإلى كفِّ السمع عن الإصغاء للغيبة والنميمة

وأي قول يُرضي الشيطان ويغضب الرحمن


ولهذا قيل :

إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء ، وإذا شبعت جاعت كلُّها.

رد مع اقتباس