الموضوع: الجوع الشافي
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-10-2013, 10:04 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

إن من أهم فوائد الصوم كذلك تيقن المريض بإمكانية الشفاء وعدم

استحالته ، والاطمئنان إلى وجود القدرة النافذة والإرادة المُنجِزة طوال

ساعات الصوم ، مما يجعل الاستمرار على الاهتداء أسهل

والمداومة ممكنة إذا وُجِدت النية.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


يقول ابن القيِّم مبيِّنا الحقيقة السابقة :

" وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة ، والقوى الباطنة ،

وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها

أفسدتها ، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحَّتها ؛ فالصوم

يحفظ على القلب والجوارح صحتها ، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات " .


ولهذا جاء رمضان جرعة إجبارية سنوية يتناولها كل مسلم ، لينال

الجميع من هذه الجرعة الحد الأدنى والفائدة الأساسية المرتجاة فضلا

من الله ونعمة.


3. صناعة النفس الذلول :

كما تجمح الدابة أحيانا فتهوي بصاحبها ، كذا تجمح النفس أحيانا كثيرة

فتهوي بصاحبها إلى مهاوي سحيقة من غضب الله وسخطه ، وتفور كما

تفور القِدر إذا استجمعت غليانا ، لذا ألزمنا الله سبحانه بالصوم حتى

إذا جاع العاتي منا وظمئ ذلَّت نفسه ، وتصدَّع كبره وفخره ، وأحس أنه

- مهما أوتي - فهو مسكين تُقعده اللقمة إذا فُقدت ، وتُضعفه جرعة الماء

إذا مُنعت ، وهنالك ينزل من عليائه ويخفِّف من غلوائه ، ويعترف بفضل

الله عليه حتى في كسرة الخبز ورشفة الماء ، ومتى عرف فضل

الله تواضع ، ومتى تواضع استقام ، ومتى استقام شُفي مما

عاناه من بغي وعتو واستطالة وعلو.

إنها القوة المكتسبة من الصوم ولو كنت في أدنى درجات القوة

وقهر الضعف ولو كنت غارقا في لجة الضعف ،



4. قتل بذور الشر :


قال ابن القيم :

" وأما فضول الطعام : فهو داع إلى أنواع كثيرة من الشر ؛ فإنه يحرك

الجوارحَ إلى المعاصي ، ويثقلُها عن الطاعات ، وحسبك بهذين شرا ،

فكم من معصية جَلَبها الشبعُ ، وفضول الطعام ، وكم من طاعة حال دونها

؛ فمن وُقِي شرَّ بطنه ؛ فقد وُقِي شراً عظيما ، والشيطان أعظم

ما يتحكَّم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام " .


إلى أن قال رحمه الله :

" ولو لم يكن من الامتلاء من الطعام إلا أنه يدعو إلى الغفلة عن ذكر الله

عز جل ، وإذا غفل القلب عن الذكر ساعةً واحدةً جَثَم عليه الشيطانُ

ووعده ، ومنَّاه ، وشهَّاه وهام به في كل وادٍ ؛ فإن النفس إذا شبعت

تحرَّكت ، وجالت وطافت على أبواب الشهوات ،

وإذا جاعت سكنت وخشعت وذلت " .


إنها الحماية الأكيدة والدفاع المتين والوقاية من كيد الشيطان

والتي بدورها تؤدي إلى الوقاية من النيران.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


( الصيام جُنَّة ، وهو حصن من حصون المؤمن )


أخي .. كيف تجمع مع النوم الشبع؟!

إن لم يكن قيام فصيام ، في متناول يديك شفيعان ؛

إن فاتك الأول فعليك بالثاني ،

وإلا لم تجد من يقف بجوارك يوم لا تنفع الشفاعة عنده إلا بإذنه.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


5. دواء الدنيا والآخرة :

قال مالك بن دينار لحوشب :

لا تبيتن وأنت شبعان ، ودع الطعام وأنت تشتهيه ، فقال حوشب :

هذا وصف أطباء أهل الدنيا. قال : ومحمد بن واسع يستمع كلامهما ،

فقال محمد : نعم ، ووصف أطباء طريق الآخرة ، فقال مالك :

" بخ بخ للدين والدنيا " .


وقد كان أسلافنا الكبار ينهون عن كثرة الأكل ؛ ويقولون :

المعدة بيت الداء


وقد قال لقمان لابنه :

يا بني! إذا امتلأت المعدة ، نامت الفكرة ، وخرست الحكمة

وقعدت الأعضاء عن العبادة ،


حتى حاتم الطائي قال وهو في الجاهلية :

فإنَّك إن أعطيتَ بطنك سؤله وفرجَك نالا منتهى الذمِّ أجمعا


وقد غدت السمنة داء العصر ، وهي تنتج إما عن إسراف في تناول الطعام

، أو الضغوط النفسية أو الاجتماعية مما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة ،

والصوم يقضي على العاملين معا ويولد الاستقرار البدني والنفسي ؛

نتيجة الجو الإيماني المحيط بالصائم والذكر والعبادة

، وتهذيب النوازع والرغبات ، وتوجيه الطاقة النفسية

توجيها إيجابيا نافعا.

منقول

رد مع اقتباس