س- في سورة الكهف ما دلالة حرف العطف واو في قوله
{ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ }
مع أنها لم ترد فيما قبلها
{ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ } ؟
الواو تفيد التوكيد والتحقيق كما صرّح المفسرون
أي كأنها تدل على أن الذين قالوا
أن أصحاب الكهف كانوا سبعة وثامنهم كلبهم
هم الذين قالوا القول الصحيح الصواب ومنهم الزمخشري .
ولكنها أفادت التوكيد والتحقيق بأن هذا القول صحيح
لأن الواو يؤتى بها إذا تباعد معنى الصفات للدلالة على التحقيق والاهتمام
{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ }
وإذا اقترب معنى الصفات لا يؤتى بالواو
{ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ }
هنا الصفات متقاربة فلم يؤتى بالواو .
وفي قوله تعالى في سورة التوبة :
{ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ
الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }
نلاحظ أن الواو ذكرت مع الصفة الأخيرة
وهي الأشد على النفس والآخرين وباقي الصفات الأولى كلها متقاربة
لكن النهي عن المنكر يكون أشدّ على الإنسان
وقد يؤدي إلى الإهانة والقتل أحياناً .
ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى في سورة الكهف
( فأتبع سببا ) وقوله ( ثم أتبع سببا ) ؟
الحكم العام في النحو : الفاء تفيد الترتيب والتعقيب .
وثمّ تفيد الترتيب والتراخي أي تكون المدة أطول .
وفي سورة الكهف الكلام عن ذي القرنين
لم يذكر قبل هذه الآية أن ذي القرنين كان في حملة أو في مهمة معينة
{ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا }
هذا في الجملة الأولى : لم يكن قبلها شيء
وإنما حصل هذا الشيء بعد التمكين لذي القرنين مباشرة ،
{ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا }
فهذه حصلت بعد الحالة الأولى بمدة ساق ذو القرنين
حملة إلى مغرب الشمس و حملة أخرى إلى مطلع الشمس
و حملة أخرى إلى بين السدين وهذه الحملات كلها تأتي الواحدة بعد الأخرى
بمدة وزمن و لهذا جاء استعمال ثم التي تفيد الترتيب و التراخي في الزمن .
{ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً }
ولماذا استخدام اللام في ( لشيء ) و لم يقل ( عن شيء ) ؟
ورود اللام بعد القول له أكثر من دلالة وهو ليس دائماً للتبليغ
وإنما تأتي لبيان العِلّّة إما بمعنى عن أو بسبب أمر ما ( قال له ) .
في قصة الخضر مع موسى قوله تعالى :
{ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً }
ويقال في اللغة : قلت له كذا وكذا . وقد تأتي اللام مع القول لغير التبليغ
وتأتي بمعنى عن كما جاء في قول الشاعر :
( كضرائر الحسناء قلن لوجهها إنه لدميم )
قلن لوجهها بمعنى عن وجهها .
وقد تأتي اللام بعد فعل قال للتعليل بمعنى لأجل ذلك أو بسبب ذلك .
س- ما إعراب كلمة ( كلمة )
{ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ }
كلمة هي تمييز، الفاعل ضمير مستتر ويأتي التمييز ليفسرها
وتسمى في النحو : الفاعل المفسّر بالتمييز .
ما إعراب ( أيّ ) في الآية :
{ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً }