عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-10-2013, 10:11 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

سؤال رقم 9 :
س- لماذا قدّم البصر على السمع
في آية سورة الكهف وسورة السجدة ؟
الأجابة :
قال تعالى في سورة الكهف :
{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ
وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً }
[ الكهف : 26 ]
وقال في سورة السجدة :
{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ
رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ }
[ السجدة : 12 ]
والمعلوم أن الأكثر في القرآن تقديم السمع على البصر
لأن السمع أهم من البصر في التكليف والتبليغ
لأن فاقد البصر الذي يسمع يمكن تبليغه
أما فاقد السمع فيصعب تبليغه ثم إن مدى السمع أقل من مدى البصر
فمن نسمعه يكون عادة أقرب ممن نراه ،
بالإضافة إلى أن السمع ينشأ في الإنسان قبل البصر في التكوين .
أما لماذا قدّم البصر على السمع في الآيتين المذكورتين ؟
فالسبب يعود إلى أنه في آية سورة الكهف
الكلام عن أصحاب الكهف الذين فروا من قومهم لئلا يراهم أحد
ولجأوا إلى ظلمة الكهف لكيلا يراهم أحد
لكن الله تعالى يراهم في تقلبهم في ظلمة الكهف
وكذلك طلبوا من صاحبهم أن يتلطف حتى لا يراه القوم
إذن مسألة البصر هنا أهم من السمع
فاقتضى تقديم البصر على السمع في الآية .
وكذلك في آية سورة السجدة، الكلام عن المجرمون
الذين كانوا في الدنيا يسمعون عن القيامة وأحوالها و لا يبصرون
لكن ما يسمعوه كان يدخل في مجال الشك والظنّ ولو تيقنوا لآمنوا
أما في الآخرة : فقد أبصروا ما كانوا يسمعون عنه
لأنهم أصبحوا في مجال اليقين وهو ميدان البصر ( عين اليقين )
والآخرة ميدان الرؤية وليس ميدان السمع وكما يقال ليس الخبر كالمعاينة.
فعندما رأوا في الآخرة ما كانوا يسمعونه ويشكون فيه تغير الحال
ولذا اقتضى تقديم البصر على السمع .
سؤال رقم 10 :
س- ما دلالة كلمة { لنعلم } في آية سورة الكهف
{ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً }
[ الكهف : 12 ] ؟
الأجابة :
قال تعالى في سورة الكهف :
{ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً }
[ الكهف : 12 ]
والعلم قسمان :
- قسم يتعلق بالجزاء
- وقسم يعلمه الله ابتداء لا يتعلق بالجزاء .
ما يفعله الإنسان هو من علم الله لكن حتى ما نفعله يتعلق بالجزاء
وهناك علم آخر وهو العلم الذي قضاه الله تعالى وما يفعله الإنسان
هو تصديق لعلم الله هذا.
وقوله تعالى :
{ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ }
[ الكهف : 12 ]
يعني : لنعلم أي منهم يعلم الحقيقة لأن كل قسم قال شيئاً
فمن الذي يعلم الحقيقة ؟ الله تعالى .
هناك علمان علم سابق الذي سجّل فيه الله تعالى القدر
وعلم لاحق يحقق هذا العلم وهو الذي يتعلق بالجزاء .
سؤال رقم 11 :
س- ماذا عن ربط المستقبل بـ ( غد ) فقط
في قوله تعالى :
{ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا }
[ الكهف : 23 ] ؟
الأجابة :
سبب نزول الآية هو الذي يحدد .
سُئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ثلاثة أسئلة من قبل الكفار
منها عن أهل الكهف
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم :
( سأجيبكم غداً )
لأنه لم يكن لديه علم وجاء غد ولم يُجِب الرسول صلى الله عليه وسلم
ولم ينزل عليه الوحي مدة خمس عشرة ليلة فحصل إرجاف
لأن الوحي يتنزّل بحكمة الله تعالى
ثم نزلت الآية :
{ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا }
[ الكهف : 23 ]
فهي مناسبة لأصل سبب النزول وهذا ينسحب
لأنه أحياناً سبب النزول لا يتقيّد بشيء.
مثلاً في مسألة :
{ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا
لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
[ النور : 33 ]
ماذا إذا لم يردن تعففاً ؟
الحادثة التي حصلت أن عبد الله بن أبيّ أراد إكراههن وهن يردن التحصّن
فذكر المسألة كما هي واقعة ثم تأتي أمور أخرى تبيّن المسألة .
{ غداً } في الآية موضع السؤال لا تعني بالضرورة الغد أي: اليوم الذي يلي
وإنما ( قد ) تفيد المستقبل وهي مناسبة لما وقع وما سيقع .
سؤال رقم 12 :
س- ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى
{ شيئاً إمرا } و{ شيئاً نُكرا } في سورة الكهف ؟
الأجابة :
قال تعالى
على لسان موسى للرجل الصالح عندما خرق السفينة :
{ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا
قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا }
[ الكهف : 71 ]
وقال تعالى عندما قتل الرجل الصالح الغلام :
{ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ
قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا }
[ الكهف : 74 ]
فوصف خرق السفينة بأنه شيء إمر ووصف قتل الغلام بأنه شيء نُكر
وذلك أن خرق السفينة ونزع لوح خشب منها دون قتل الغلام شناعة
فإنه إنما خرق السفينة لتبقى لمالكيها
وهذا لا يبلغ مبلغ قتل الغلام بغير سبب ظاهر.
والإمر دون النُكر فوضع التعبير في كل موضع بما يناسب كل فعل.
وعن قتادة : النُكر أشدّ من الإمر .
فجاء كل على ما يلائم ولم يكن ليحسن مجيء أحد الوصفين في موضع الآخر
وهذا الاختلاف يدخل في فواصل الآي في القرآن الكريم .

رد مع اقتباس