الوزن الزائد … طريقك إلى الخَرَف!
وربما تكون أغرب النتائج التي وصل إليها العلماء حديثاً العلاقة بين
الوزن الزائد ومرض الخرف! فقد وجد باحثون بالمعهد الصحي الوطني
الأمريكي أن البدناء في الأربعينيات من العمر أكثر ميلا للإصابة بالخرف
بنسبة 74 بالمئة عن أصحاب الوزن العادي. ويعتقد علماء أمريكيون
أن الوزن الزائد في منتصف العمر يزيد من احتمال الإصابة بالخرف.
وأشارت دراسة استمرت 30 سنة شملت 10 آلاف من الرجال والنساء،
إلى أن احتمال الإصابة بالخرف على مدار العمر تزيد بنسبة 35 بالمئة
بين البدناء عن أصحاب الوزن العادي. وحذر الباحثون من أن انتشار
البدانة قد يؤدي إلى تفشي الخرف في المستقبل!!!
ويقدر الوزن بمقياس يطلق عليه مؤشر حساب الجسم أو بي ام آي،
والذي يحسب بقسمة وزن الإنسان بالكيلوجرامات على مربع طوله
بالأمتار. ويعتبر مؤشر حساب الجسم النتيجة من 18.5 إلى 25 عادية.
وما يقل عن 18.5 يعتبر نقصا في الوزن. وبداية من 30 يعتبر الوزن زائدا.
وقالت الدراسة إن معدل الإصابة بالخرف بين البدينات أكثر من البدناء،
حيث تزيد النسبة بين البدينات وصاحبات الوزن العادي 200 بالمئة،
في حين تزيد بين البدناء وأصحاب الوزن العادي 30 بالمئة فقط. ويعتقد
الباحثون أن تأثير السمنة على الخرف قد يكون مباشرا من خلال تأثيرها
المباشر على المخ، أو غير مباشر من خلال علاقتها ببعض الأمراض
البدانة تسبب التآكل السريع لخلايا الدماغ!
يقول البروفيسور كليف بالارد،
إن هذه النتائج جاءت لتؤكد صحة دراسات سابقة تظهر تأثير السمنة
على أمراض مثل مرض القلب فضلا عن ارتفاع ضغط الدم وارتفاع
الكوليسترول، وجميعها عوامل تؤدي إلى تطور الخرف. يقول الباحث
البريطاني فيل إدواردز إن من شأن السياسات المتعلقة بالمواصلات،
في المدن، والتي تروج للمشي وركوب الدراجات، أن تؤدي إلى خفض
الأسعار من خلال إنقاص الطلب الدولي على النفط وترويج فكرة
المحافظة على الوزن الطبيعي.
كما أشارت دراسة سويدية حديثة إلى أن الوزن الزائد لدى النساء يزيد
من احتمال فقدان خلايا المخ، مما يعد من المؤشرات الأولى على تطوير
مرض الخرف. وقالت الدكتورة راشيل ويمر وزملاؤها، الذين أجروا
الدراسة الأخيرة “إذا تم التأكد من نتائج هذه الدراسة، فربما يؤدي
علاج السمنة إلى تقليص خطر الإصابة بالخرف”.
النظام الغذائي وطول العمر
ومن أهم الدراسات التي نشرت في مجلة الطبيعة الأمريكية أكد العلماء
أن هناك علاقة بين طول العمر وبين النظام الغذائي
(طبعاً نحن لا نؤمن بأن النظام الغذائي المتوازن
هو الذي يطيل العمر، بل إن الله يهيء هذا النظام كسبب لطول العمر)،
فقد أظهرت دراسة حديثة أن المحافظة على وزن طبيعي قد يساعد على
إطالة العمر، وقد ركزت هذه الدراسة على تأثيرات البروتين الذي يطلق
عليه (IRS2) الذي ينقل إيعازات الأنسولين إلى الخلايا الدماغية.
وقال الباحثون إن هذه الفئران ”المهندسة” تعيش لمدة أطول لأن
الأمراض التي عادة ما تفتك بها – كالسرطان وأمراض جهاز الدوران –
تتأخر بفعل نقص الايعازات الأنسولينية للخلايا الدماغية رغم زيادة
ويقول رئيس فريق البحث الدكتور موريس وايت
إن ابسط سبيل لإطالة العمر يتلخص في تحديد وخفض نسبة الأنسولين
في الدم عن طريق ممارسة الرياضة واتباع نظام صحي في الأكل. فالأكل
الصحي والرياضة والوزن المنخفض تحافظ على حساسية الأنسجة
للأنسولين، مما يقلل من كمية الهرمون الضرورية للسيطرة على نسبة
السكر في الدم. بالنتيجة سيتعرض الدماغ إلى كمية اقل من الأنسولين.
الإسراف في الطعام يساهم في رفع الأسعار!!
وربما تكون آخر الدراسات حول التأثير السلبي للوزن الزائد على البيئة
أن العلماء يعتقدون أن أصحاب الوزن الزائد يساهمون في أزمة الغذاء
العالمية والتغير المناخي!! فقد أفادت دراسة أجراها خبراء من مدرسة
لندن للصحة وطب أمراض المناطق الاستوائية بأن الأشخاص البدناء
يساهمون في تفاقم أزمة الاقتصاد العالمية وظاهرة تغير المناخ،
إذ أنهم يستهلكون كمية من السعرات الحرارية تزيد بنسبة 18
بالمائة على المعدل الطبيعي لاستهلاك الفرد العادي.