إن استهلاك الغذاء بمعدلات أعلى يؤدي إلى نتيجة مضاعفة تتمثل
أولا بزيادة الطلب على الغذاء، وثانيا بزيادة إنتاج المواد الغذائية.
وهذا يعني أن العمليات الزراعية تستهلك المزيد من النفط لتلبية
الطلب، الأمر الذي يساهم بزيادة سعر الوقود. وهذا ينعكس بدوره زيادة
في كلفة إنتاج الغذاء، وبالتالي جعل عملية الحصول عليه أمراً عسيراً
على الأشخاص في المناطق الأكثر فقراً. والأكثر من ذلك،
أنه من المحتمل أن يعتمد البدناء على المواصلات بشكل أكبر،
الأمر الذي يزيد الضغط على وسائل المواصلات بسبب حجوم هؤلاء
الأشخاص البدناء، وبالتالي ينجم عن ذلك ارتفاع إضافي بالأسعار وزيادة
في استخدام وسائل التنقل. يرى الباحثون أن ثمة حل يلوح في الأفق لهذه
وهو أحد المشاركين في البحث الجديد:
“إن من شأن السياسات المتعلقة بالمواصلات في المدن، والتي تروج
للمشي وركوب الدراجات، أن تؤدي إلى خفض الأسعار من خلال إنقاص
الطلب الدولي على النفط وترويج فكرة المحافظة على الوزن الطبيعي.”
ويضيف: “إن استخدام السيارة بشكل أقل يؤدي إلى انخفاض انبعاث
الغازات. كما أنه لا يجوز إغفال قضايا من قبيل سياسة المواصلات
والغذاء وأهمية وسائل النقل القابلة للبقاء والاستمرار.”
وتقول الدراسة إن البدناء مسؤولين عن استخدام كميات أكثر من الوقود،
الأمر الذي يترك أثراً على البيئة ويؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء، لطالما
أن قطاعي المواصلات والزراعة يعتمدان على استخدام الوقود النفطي.
وتضيف أن الفقراء بالنتيجة يصارعون من أجل الحصول على الغذاء
في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة انبعاث الغازات،
فيما بات يُعرف بظاهرة الاحتباس الحراري.
منذ مدة نشرت منظمة الصحة العالمية تقريراً يؤكد بأن عدد الأشخاص
الذين يعانون من السمنة في العالم سيرتفع إلى أكثر من الضعف
في غضون سبع سنوات ليصل الرقم إلى 700 مليون نسمة بحلول عام
2015. وقد وجد فريق الباحثين أن الشخص السمين يتطلب 1680
سعرة حرارية يوميا للإبقاء على المعدل الطبيعي للطاقة لديه،
بالإضافة إلى 1280 سعرة أخرى لتمكينه من ممارسة أنشطته
اليومية، وهذا أعلى بحوالي الخمس من المعدل الطبيعي عند الفرد العادي.