الأخت / بنت الحرمين الشريفين
كلمة الإخلاص كلمة التوحيد، والمخلصون هم الموحدون والمختارون ،
وأما تعريف الإخلاص في الشرع
فكما قال ابن القيم –رحمه الله -:
هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة أن تقصده وحده لا شريك له.
وتنوعت عبارات السلف فيه، فقيل في الإخلاص:
أن يكون العمل لله تعالى، لا نصيب لغير الله فيه.
إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة.
تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين.
المخلص هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل
صلاح قلبه مع الله عزوجل، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر
}وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء {
وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم :
}قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي {
} الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً {
أحسن عملاً أي أخلصه وأصوبه.
1- النجاة تكون بسببه في الآخرة.
2- اجتماع القلب في الدنيا وزوال الهم لا يكون إلا به :
3- مصدر رزق عظيم للأجر وكسب الحسنات
( إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت
عليه حتى ما تجعل في فم امرأتك )
4- ينجي من العذاب العظيم يوم الدين
فقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم
عن أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة وهم
( متصدق أنفق ليقال جواد، وقاريء تعلم العلم
وعلمه ليقال عالم، و مجاهد قاتل ليقال جريء.)
وهذا الحديث حدث به أبو هريرة فكان يغشى عليه من هوله كلما أراد
التحديث به، ويمسح وجهه بالماء حتى استطاع التحديث به.
وفي مجال عدم الإخلاص في طلب العلم
يقول صلى الله عليه وسلم :
( من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لم يتعلمه
إلا ليصيب به عرض من عرض الدنيا لم يجد
( من تعلم العلم ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء
أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار).
الإخلاص يريح الناس يوم يقول الله للمرائين اذهبوا إلى الذين كنتم
تراءون بأعمالكم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء.
كذلك الإخلاص هو أساس أعمال القلوب ، وأعمال الجوارح تبع ومكمل
له، الإخلاص يعظم العمل الصغير حتى يصبح كالجبل ، كما أن الرياء
يحقر العمل الكبير حتى لا يزن عند الله هباء
} وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً {
رب عمل صغير تكثره النية ورب عمل كبير تصغره النية
الإخلاص مهم جداً لأن أغلب الناس يعيشون في صراعات داخلية ويعانون
من أشياء فحرموا البركة والتوفيق إلا من رحمه الله،
فكيف يكون النصر و تعلم العلم إلا من المخلصين
الإخلاص مهم في إنقاذنا من الوضع الذي نعيش فيه، فقد أصبح عزيزاً
نادراً قليلاً، مشاريع ودعوات تلوثت بالرياء، حركات إسلامية دمرت
بسبب افتقاد الإخلاص وبعد أن أريد بها الرئاسة والجاه والمال..
وبالإخلاص يرزق الناس الحكمة، ويوفقون للصواب والحق
}إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً {
وبالإخلاص يدرك الأجر على عمله وإن عجز عنه بل ويصل لمنازل
الشهداء والمجاهدين وإن مات على فراشه
}وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ
مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ
حَزَنًا أَلا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ {
وقال صلى الله عليه وسلم :
( إن أقواماً خلفنا في المدينة ما سلكنا شعباً
ولا وادياً إلا وهم معنا حبسهم العذر )
بالإخلاص يؤجر المرء ولو أخطأ كالمجتهد والعالم والفقيه، وهو نوى
بالاجتهاد استفراغ الوسع وإصابة الحق لأجل الله، فلو لم يصب
فالمرء ينجو من الفتن بالإخلاص، ويجعل له حرز من الشهوات
ومن الوقوع في براثن أهل الفسق والفجور، لذلك نجى الله يوسف عليه
}وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ
كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚإِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{
{ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ *
فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ {
( ما قال عبد لا إله إلا الله قط مخلصاً إلا فتحت
له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر ).
( ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله
بها درجة وحط بها عن خطيئة ).
( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
( من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه
( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ).
الإخلاص في ترك الحرام،المحبة في الله، الصدقة
( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل
الشهداء وإن مات على فراشه ).
( من اتبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً وكان معه حتى
يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر
بقيراطين كل قيراط كأحد ومن صلى ثم رجع
قبل أن يدفن فإنه يرجع بقيراط )
( قصة قاتل المائة نفس وملائكة الرحمة )
منقول