وقال بجير بن زهير بن أبي سلمى في يوم الفتح:
" نـفـى أهــل الحبـلـق كــل فــج * مزيـنـة غــدوة وبـنـوiiخـفــاف
ضربناهـم بمكـة يـوم فتـح الـن* بـي الخيـر بالبـيـض الخـفـاف
صبحناهـم بسبـع مـن سليـم * وألــف مــن بـنـي عثـمـانiiواف
نـطـأ أكتافـهـم ضـربـاً وطعـنـاً * ورشـقـاً بالمريـشـةiiالـلـطـاف
ترى بين الصفوف لها حفيفاً * كما انصاع الفواق من الرصاف
فرحـنـا والجـيـاد تـجـول فـيـهـم * بـأرمــاح مـقـومـةiiالـثـقـاف
فأبنـا غانميـن بمـا اشتهيـنـا * وأبــوا نادمـيـن عـلـىiiالـخـلاف
وأعطيـنـا رســول الله مـنـا * مواثقـنـا عـلـى حـسـنiiالتصـافـي
وقـد سمعـوا مقالتـنـا فهـمـوا * غــداة الــروع مـنـاiiبانـصـراف "
وقال عباس بن مرداس السلمي في فتح مكة:
" منا بمكة يـوم فتـح محمـد * ألـف تسيـل بـه البطـاح مسـوم
نصروا الرسول وشاهدوا آياته * وشعارهم يوم اللقاء مقدم
في منزل ثبتت به أقدامهـم * ضنـك كـأن الهـام فيـهiiالحنتـم
جرت سنابكها بنجد قبلها * حتى استقام لها الحجازiiالأدهـم
الله مكـنـه لــه وأذلــه * حـكـم السـيـوف لـنـا وجــدiiمـزحـم
عود الرياسة شامخ عرنينه * متطلـع ثغـر المكـارم خضـرم "
وذكر ابن هشام في سبب إسلام عباس بن مرداس:
أن أباه كان يعبد صنماً من حجارة يقال له ضمار،
فلما حضرته الوفاة أوصاه به،
فبينما هو يوماً يخدمه إذ سمع صوتاً من جوفه
" قل للقبائل من سليم كلها * أودى ضمار وعـاش أهـلiiالمسجـد
إن الذي ورث النبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتدي
أودى ضمار وكـان يعبـد مـدة * قبـل الكتـاب إلـى النبـيiiمحمـد "
قال: فحرق عباس ضمار، ثم لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم،
وقد تقدمت هذه القصة بكمالها في باب هواتف الجان مع أمثالها وأشكالها، ولله الحمد والمنة.
بعثه عليه السلام خالد بن الوليد بعد الفتح إلى بني جذيمة من كنانة
" فحدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي جعفر محمد بن علي
قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد حين افتتح مكة داعياً
ولم يبعثه مقاتلاً، ومعه قبائل من العرب وسليم بن منصور، ومدلج بن مرة،
فوطئوا بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة، فلما رآه القوم أخذوا السلاح،
فقال خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا."
" وحدثني بعض أصحابنا من أهل العلم من بني جذيمة
قال:لما أمرنا خالد أن نضع السلاح،
قال رجل منا يقال له جحدم: ويلكم يا بني جذيمة إنه خالد،
والله ما بعد وضع السلاح إلا الأسار، وما بعد الأسار إلا ضرب الأعناق،
والله لا أضع سلاحي أبداً.
فقالوا:يا جحدم أتريد أن تسفك دماءنا، إن الناس قد أسلموا ووضعت الحرب،
وأمن الناس، فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه،
ووضع القوم سلاحهم لقول خالد.
" فقال حكيم بن حكيم، عن أبي جعفر
قال: فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد فكتفوا، ثم عرضهم على السيف
فقتل من قتل منهم، فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ).