عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-15-2013, 10:14 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

ثم ذكر ابن إسحاق

قصة الفاكه بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم

عم خالد بن الوليد في خروجه هو، وعوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة،

ومعه ابنه عبد الرحمن وعفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس،

ومعه ابنه عثمان في تجارة إلى اليمن، ورجوعهم ومعهم مال لرجل

من بني جذيمة كان هلك باليمن‏.‏ فحملوه إلى ورثته فادعاه رجل منهم

يقال له خالد بن هشام، ولقيهم بأرض بني جذيمة

فطلبه منهم قبل أن يصلوا إلى أهل الميت، فأبوا عليه،

فقاتلهم فقاتلوه حتى قتل عوف والفاكه، وأخذت أموالهما

وقتل عبد الرحمن قاتل أبيه خالد بن هشام،

وفر منهم عفان ومعه ابن عثمان إلى مكة‏.‏

فهمت قريش بغزو بني جذيمة، فبعث بنو جذيمة يعتذرون إليهم

بأنه لم يكن عن ملأ منهم، وودوا لهم القتيلين وأموالهما،

ووضعوا الحرب بينهم‏.‏

يعني فلهذا قال خالد لعبد الرحمن‏:‏ إنما ثأرت بأبيك

يعني حين قتلته بنو جذيمة، فأجابه بأنه قد أخذ ثأره وقتل قاتله‏.‏

ورد عليه بأنه إنما ثأر بعمه الفاكه بن المغيرة حين قتلوه،

وأخذوا أمواله، والمظنون بكل منهما أنه لم يقصد شيئاً من ذلك،

وإنما يقال هذا في وقت المخاصمة، فإنما أراد خالد بن الوليد

نصرة الإسلام وأهله، وإن كان قد أخطأ في أمر

واعتقد أنهم ينتقصون الإسلام بقولهم صبأنا صبأنا،

ولم يفهم عنهم أنهم أسلموا، فقتل طائفة كثيرة منهم وأسر بقيتهم،

وقتل أكثر الأسرى أيضاً، ومع هذا لم يعزله رسول الله صلى الله عليه وسلم

بل استمر به أميراً‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 360‏)‏


وإن كان قد تبرأ منه في صنيعه ذلك وودى ما كان جناه خطأ في دم أو مال،


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ففيه دليل لأحد القولين بين العلماء

في أن خطأ الإمام يكون في بيت المال لا في ماله، والله أعلم‏.‏

ولهذا لم يعزله الصديق حين قتل مالك بن نويرة أيام الردة،

وتأول عليه ما تأول حين ضرب عنقه، واصطفى امرأته أم تميم‏.‏

فقال له عمر بن الخطاب‏:‏ اعزله فإن في سيفه رهقاً‏.‏

فقال الصديق‏:‏ لا أغمد سيفاً سله الله على المشركين‏.‏


وقال ابن إسحاق‏:‏

حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، عن الزهري،

عن ابن أبي حدرد الأسلمي قال‏:‏

" كنت يومئذ في خيل خالد بن الوليد فقال فتى من بني جذيمة

وهو في سني، وقد جمعت يداه إلى عنقه برمة،

ونسوة مجتمعات غير بعيد منه‏:‏ يا فتى، قلت‏:‏ ما تشاء ‏؟‏

قال‏:‏هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي إلى هذه النسوة،

حتى أقضي إليهن حاجة، ثم تردني بعد فتصنعوا ما بدا لكم‏.‏

قال‏:‏ قلت‏:‏والله ليسير ما طلبت فأخذت برمته فقدته بها حتى وقفته عليهن‏.‏

فقال‏:‏ أسلمي حبيش على نفد من العيش‏ ‏

قالت‏:‏وأنت فحييت عشراً وتسعاً وتراً وثمانية تترى‏.‏

قال‏:‏ثم انصرفت به فضربت عنقه‏.‏"

قال ابن إسحاق‏: فحدثني أبو فراس ابن أبي سنبلة الأسلمي،

عن أشياخ منهم، عمن كان حاضرها منهم

قالوا‏:‏ فقامت إليه حين ضربت عنقه فأكبت عليه،

فما زالت تقبله حتى ماتت عنده‏.‏


وروى الحافظ البيهقي‏:‏

من طريق الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق،

أنه سمع رجلاً من مزينة يقال له ابن عصام، عن أبيه قال‏:‏

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية


قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم‏:‏


( ‏إذا رأيتم مسجداً أو سمعتم مؤذناً فلا تقتلوا أحداً‏ ‏‏)‏‏.‏

(‏ج/ص‏:‏ 4/ 361‏)‏


قال‏:‏ فبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، وأمرنا بذلك،

فخرجنا قبل تهامة، فأدركنا رجلاً يسوق بظعائن فقلنا له‏:‏ أسلم‏.‏

فقال‏:‏ وما الإسلام ‏؟‏

فأخبرناه به فإذا هو لا يعرفه‏.‏

قال‏:‏ أفرأيتم إن لم أفعل ما أنتم صانعون ‏؟‏

قال‏:‏ قلنا نقتلك‏.‏

فقال‏:‏ فهل أنتم منظري حتى أدرك الظعائن ‏؟‏

قال‏:‏ قلنا‏:‏ نعم، ونحن مدركوك‏.‏

قال‏:‏ فأدرك الظعائن

فقال‏:‏ أسلمي حبيش قبل نفاد العيش‏.‏

فقالت الأخرى‏:‏ أسلم عشراً وتسعاً وتراً وثمانياً تترى‏.‏

ثم ذكر الشعر المتقدم إلى قوله‏:‏

" وينأى الأمير بالحبيب المفارق‏.‏"

ثم رجع إلينا فقال‏:‏ شأنكم‏.‏

قال‏:‏ فقدمناه فضربنا عنقه‏.‏

قال‏:‏ فانحدرت الأخرى من هودجها فجثت عليه حتى ماتت‏.‏


ثم روى البيهقي‏:‏

( أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعث سريةً فغنموا وفيهم رجلٌ
فقال إني لستُ منهم عشقتُ منهم امرأةً فلحقتُها فدعوني أنظرُ إليها
ثم اصنعوا بي ما بدا لكم فأتى امرأةً طويلةً أدماءَ
فقال لها أسلِمِي حبيشُ قبل نفادِ العيشِ أرأيتِ لو تبعتُكم فلحقتُكم
[ بحِليةٍ ] أو ألفيتُكم بالخوانقِ – أما كان حقًّا أن ينولَ عاشقٌ
تكلَّفَ إدلاجَ السرى والودائقِ –
قالت نعم فديتُك فقدَّموهُ فضربوا عنقَه فجاءتِ المرأةُ فوقعت عليه
فشهقت شهقةً أو شهقتيْنِ ثم ماتت
فلما قدموا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبروهُ الخبرَ
فقال : رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أما كان فيكم رجلٌ رحيمٌ )


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بعث خالد بن الوليد لهدم العزى


قال ابن جرير‏:‏ " وكان هدمها لخمس بقين من رمضان عامئذ‏.‏"

قال ابن إسحاق‏:‏ ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم

خالد بن الوليد إلى العزى، وكانت بيتاً بنخلة يعظمه قريش وكنانة ومضر،

وكان سدنتها وحجابها من بني شيبان من بني سليم حلفاء بني هاشم،

فلما سمع حاجبها السلمي بمسير خالد بن الوليد إليها علق سيفه عليها،

ثم اشتد في الجبل الذي هي فيه وهو يقول‏:‏


" أيا عز شدي شدة لا شوى لها * على خالد ألقي القناع وشمري

أيا عز إن لم تقتلي المرء خالداً * فبوئي بإثم عاجل أو تنصَّري "


قال‏:‏ فلما انتهى خالد إليها هدمها،

ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 362‏)‏


وقد روى الواقدي وغيره‏:‏
)قدِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مكةَ يومَ الجمعةِ
لعشرِ ليالٍ بقِين من شهرِ رمضانَ فبثَّ السَّرايا في كلِّ وجهٍ
وأمرَهم أن يُغِيروا على من لم يكن على الإسلامِ
فخرج هشامُ بنُ العاصِ في مئتينِ قبل يلَمْلمَ
وخرج خالدُ بنُ سعيدِ بنِ العاصِ في ثلاثمائةٍ قِبَلَ عُرَنةَ
وبعث خالدَ بنَ الوليدِ إلى العُزّى يهدِمُها
فخرج خالدُ بنُ الوليدِ في ثلاثين فارسًا على العُزَّى
حتى انتهى إليها فهدمها ثم رجع إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال :
له أَهَدَمْتَها
قال : نعم
قال : فهل رأيتَ شيئًا
قال : لا
قال : فإنك لم تهدِمْها فارجع فاهدِمْها
فرجع إليها فخرجتْ له امرأةٌ سوداءُ عُريانةٌ ناشرةٌ شعرَها
فأقبل عليها خالدُ بنُ الوليدِ ضربًا بالسَّيفِ فجزلها باثنين
وهو يقولُ يا عُزُّ كُفرانَك لا سُبحانَك إني رأيتُ اللهَ قد أهانَك
ثم رجع فأخبر النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
فقال : نعم تلك العُزَّى وقد أَيِستْ أن تُعبدَ أبدًا )
خلاصة حكم المحدث: مرسل
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله
اخوكم فى الله مصطفى آل الحمد

رد مع اقتباس