(3 )
( الإيمان بألوهية الله تعالى )
أي : بأنه الإله الحق لا شريك له ،
و ( الإله ) بمعنى ( المألوه ) ، أي : ( المعبود ) حباً و تعظيماً ،
و هذا هو معنى ( لا إله إلا الله ) أي : لا معبود حقّ إلا الله .
قال تعالى :
( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) .
البقرة (163) .
و قال تعالى :
( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ
لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .
آل عمران (18) .
و كل من اتخذ إلهاً مع الله يعبد من دونه فألوهيته باطلة ،
قال تعالى :
( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ
وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) .
الحج (62) .
و تسميتها آلهة لا يعطيها حق الألوهية ،
قال الله تعالى في ( اللات و العزى و مناة ) :
( إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) .
النجم (23).
و قال تعالى عن يوسف عليه السلام أنه قال لصاحبي السجن :
( أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)
مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ
مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) .
يوسف (40).
فلا يستحق أحد أن يعبد ، و يفرد بالعبادة إلا الله عز و جل ،
لا يشاركه في هذا الحق أحد ، لا مَلكُ مقرب و لا نبيُ مرسل ،
و لهذا كانت دعوة الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم هي
الدعوة إلى قول
( لا إله إلا الله ) .
قال الله تعالى :
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ) .
الأنبياء (25) .
و قال جل من قائل سبحانه :
( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) .
النحل (36).
و لكن أبى ذلك المشركون ، و اتخذوا من دون الله آلهة ،
يعبدونهم مع الله سبحانه و تعالى ، و يستنصرون بهم و يستغيثون .