عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-17-2013, 09:27 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي


الله أكبر عدد من أمَّ البيتَ الحرامَ من إنسٍ وجانٍّ،

الله أكبر عدد ما تقرَّب به الطائِعون لله من قُربان،

الله أكبر عدد ما أحصاه الكتابُ من بيان،

الله أكبر عظيمُ السلطان، شديدُ البرهان، قويُّ الأركان،

ما لم يشأ الله لم يكن وما شاء كان.


الحمد لله ذي العِزَّة والجلال والإكرام، ذي المُلك الذي لا يُرام، والجبروت الذي لا يُضام،

أحمدُ ربي وأشكره على كثير الإنعام،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

له المُلك وله الحمدُ الملكُ القدوسُ السلامُ،

وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسوله المُفضَّلُ على الأنام،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الكرام.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فاتقوا الله وأطيعوه؛ يُصلِح لكم أعمالَكم، ويغفِر لكم ذنوبَكم.


عباد الله :


إن يومَكم هذا يومٌ عظيمٌ، يومٌ يتقرَّبُ فيه الحُجَّاجُ لربِّهم بالقرابين

وأعمال الحج ابتِغاءَ مرضاة الله،

ويتقرَّبُ فيه من لم يحُجَّ من المُسلمين بذبح الأَضحية للربِّ - عز وجل –

اقتِداءً بالخليل أبِينا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -،

واقتِداءً بسيد البشر نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم –

الذي بعثَه الله بمِلَّة إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -.


ومن تكريم الله لهذه الأمة أن ربَطَها بتاريخها المجيد، تاريخ الهداية والتوحيد،

تاريخ الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -،

قال الله تعالى:


{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }

[ الأنبياء: 92 ].


عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال:


( قالوا: يا رسول الله ! ما هذه الأضاحي ؟

قال : سُنَّةُ أبيكم إبراهيم

قالوا: ما لَنا فيها ؟

قال: بكلِّ شعرةٍ حسنةٌ )

رواه أحمد، وابن ماجه.


وذلك أن أبانا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أمَرَه الله بذبحِ ابنِه إسماعيل

في رُؤيا نومٍ ليمتحِنَ محبَّتَه لربِّه، فبادرَ إلى ذبح ابنه مُسارِعًا،

واستسلَم الابنُ طائعًا، فأضجَعَه وأمرَّ السكين على حلقِه بقوَّةٍ،

فحالَ الله بقُدرته بين السكِّين وبين النُّفُوذ بحَلْقِه، قال الله تعالى:


{ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ

(105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }

[ الصافات: 104- 107 ].


وفازَ أبونا إبراهيم بهذه المكْرُمة ومقام الخُلَّة فلم يعدِل بها ولدًا

ولا وطنًا ولا مالاً ولا أهلاً ولا عشيرةً، وحتى نفسُه جادَ بها للنار في محبَّة الله تعالى،

فكانت بردًا وسلامًا عليه.


ولم ينَل الخُلَّة إلا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -، ونبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم


والأُضحيةُ من أعظم الطاعات،

عن عائشة - رضي الله عنها :

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:


( ما عمِلَ ابنُ آدم يوم النحر عملاً أحبَّ إلى الله من إهراق دمٍ،

وإنها لتأتي يوم القيامة بقُرونها وأظلافِها وأشعارها،

وإن الدمَ ليقَعُ من الله بمكانٍ قبل أن يقعَ من الأرض، فطِيبُوا بها نفسًا )

رواه ابن ماجه، والترمذي.


واعلموا أنه لا يُجزِئُ في الأُضحِية المريضَة البَيِّنُ مرضُها، ولا العَجفَاء البَيِّنُ ضعفُها.


ولا يُجزِئُ من الإبل إلا ما تمَّ له خمسُ سنين، ولا من البقر إلا ما تمَّ له سنَتَان،

ولا من المَعْزِ إلا ما تمَّ له سنةٌ، ولا من الضأن إلا ما تمَّ له ستةُ أشهر،

وتُجزِئُ الشاةُ عن الرجل وأهل بيته، وتُجزئُ الناقةُ عن سبعة، والبقرة عن سبعة.


والسُّنَّةُ نحرُ الإبلِ معقولةَ اليد اليُسرى قائمةً مُستقبِلةً القِبلَة،

والبقرُ والغنمُ للقِبلَة على جنبِها الأيسرَ مُضطجِعةً على الأرض،

ويجبُ أن يقول عند الذبحِ:

"بسم الله"،

ويُستحبُّ أن يزيدَ:

"والله أكبر، اللهم هذا منك ولك".


ويَذبحُ بعد صلاة العيد، ولا تُجزِئُ قبلَه،

ويُستحبُّ أن يأكلَ ثُلُثًا ويُهدِي ثُلُثًا ويتصدَّقُ بثُلُثٍ، ولا يُعطِي الجزَّارَ أجرتَه منها.

ووقتُ الذبح يوم النحر وثلاثة أيامٍ بعده.


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


عباد الله :


تذكَّروا ما أنتم قادِمون عليه من الموت وما بعده من الأهوال العِظام،

والأمور الجِسام، والحساب والعذاب،

وتفكَّروا في الأُمم الماضية الذين مُتِّعوا بهذه الدنيا ثم زالُوا وقدِموا على أعمالِهم.


واعلموا أنه ليس السعيدُ من أدركَ العيد، ولا من أُوتِيَ اللِّباسَ والمركَبَ والمتاعَ الجديد،

ولا من أتَتْه الدنيا على ما يُريد؛ لكن السعيدُ من اتَّقَى اللهَ العزيزَ الحميد،

وفازَ بجنَّة الخُلد التي لا تَبيد، ونجا من عذابِ النارِ الشديد.


عباد الله :


اشكُروا اللهَ واحمَدوه على نِعَمه التي لا تُعدُّ ولا تُحصَى يزِدكم من فضلِه،

اشكُروا ربَّكم على الإيمان، وعلى نِعمة الأمن في الأوطان، وعلى العافية في الأبدان،

وعلى تيسُّر الأرزاق، وتوفُّر المصالِح، وتحقُّق الآمال،

وعلى دفعِ الفتن والضلال، وعلى اجتِماع الكلمة، وصلاح الأحوال.


أيها المسلمون :


ومع السرور ببركة العيد تذكَّرُوا المُسلمين الذين نزَلَت بهم المصائِب،

والذين شُرِّدوا من ديارِهم، وهُدِّمَت عليهم دُورُهم فشُرِّدوا.

فادعُوا الله - تبارك وتعالى - لهم، واسأَلوا الله - تبارك وتعالى - أن يُفرِّجَ عنهم،

وأن يحقِنَ دماءَهم، ويحفظَ دينَهم وأعراضَهم.


عباد الله :


{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[ الأحزاب: 56 ]

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:


( من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليها بها عشرًا )


اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين،

وعلى الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،

وعن سائر أصحاب نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.


اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك يا رب العالمين.


اللهم احقِن دماءَ المسلمين،

اللهم احفَظ المسلمين في كل مكان، واحقِن دماءَهم،

واحفَظ أعراضَهم وأموالَهم يا رب العالمين،

واكفِهم شُرورَ أنفسهم وشُرورَ أعدائِهم، إنك على كل شيء قدير.


اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم وُلاةَ أمورنا.


اللهم وفِّق خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى،

ولما فيه الخيرُ يا رب العالمين لهذه الأمة إنك على كل شيءٍ قدير،

اللهم وفِّق وليَّ عهده لما تُحبُّ وترضى، ولما فيه الخيرُ للإسلام والمُسلمين،

اللهم وفِّق نائِبَه الثاني لما تحبُّ وترضَى يا رب العالمين.


اللهم إنا نسألُك أن تغفِر لموتانا وموتى المسلمين يا رب العالمين،

اللهم اغفر لهم وارحمهم.


اللهم أعِذنا من شُرور أنفُسنا وسيِّئات أعمالنا.


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أعادَ الله عليَّ وعليكم من برَكَة هذا العيد، وأمَّنَنا وإياكم يوم الخوف في يوم الوعيد.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

رد مع اقتباس