عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-20-2013, 10:53 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

وفُسِّر قول الفراء على زيادة الواو ، ونسِب ذلك إلى الكوفيين ،

وفُسِّر قول الخليل وسيبويه على أن الواو عاطفة على ما قبلها ،

والجواب محذوف ونسِب ذلك إلى البصريين .


وإلى ذلك أشار النحاس بقوله :

" فالكوفيون يقولون : زائدة . وهذا خطأ عند البصريين ؛

لأنها تفيد معنى ، وهي للعطف ههنا ، والجواب محذوف".


ثم اختلفوا في موضع هذا الجواب المزعوم حذفه على قولين :

أحدهما : قبل الواو . والثاني : بعد الواو .


واختلفوا أيضًا في تقديره على أقوال ؛ أشهرها قول الزجاج ،

ونصه الآتي :


والذي قلته أنا – و هو القول إن شاء الله - أن المعنى :


{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا

وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }

[ الزمر : 73 ]


دخلوها .. وحذف ؛ لأن في الكلام دليلاً عليه .

واختار الطبري قول الزجاج على أنه أولى الأقوال بالصواب ،

مع تجويزه لقول الفراء .

وقال الزركشي : ويحتمل أن يكون التقدير : { حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا }

أذن لهم في دخولها – { وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } .

ثم اختلفوا في معنى الواو على هذا القول على قولين :

أحدهما : أنها واو العطف . والثاني : أنها واو الحال ،

وإليه ذهب الزجاج ، والزمخشري، وأبو حيان ، وأجاز الزركشي القولين معًا

وحكى القرطبي عن أبي بكر بن عياش أنها واو الثمانية ،

وذكر أن من عادة قريش إذا عدوا، قالوا : خمسة ، ستة ، سبعة ، ثمانية .

ولما كانت أبواب الجنة ثمانية وأبواب النار سبعة ،

أدخلت الواو في آية أهل الجنة ، ولم تدخل في آية أهل النار .

وقد ضعِّف هذا القول من قبل الكثيرين..

وأخيرًا استقرَّ رأي جمهور المتأخرين على أنها واو الحال ،


وأن المعنى :


{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

[ الزمر : 73 ]


دخلوها . أو ما شابه ذلك .

وعدُّوا حذف الجواب من بلاغة القرآن و إعجازه .

وعن الحكمة في إثبات الواو في الثاني قال بعضهم :


لمّا قال الله عز وجل في أهل النار :


{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

[ الزمر : 73 ]


دل على أنها كانت مغلقة ..


ولمّا قال في أهل الجنة :


{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

[ الزمر : 73 ]


دل على أنها كانت مفتحة قبل أن يجيئوها .

وقد وقع هذا القول موقع الإعجاب في نفوس الكثير من الدارسين ،

والباحثين المعاصرين ، من علماء اللغة والنحو والتفسير ،

أذكر منهم : الدكتور/ فضل حسن عباس ،

صاحب كتاب( لطائف المنان و روائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن ) .

لقد تحدث الدكتور/ فضل عن هذه الواو ، فصال وجال ،

وأتى بالعجب العجاب ، فكان كالمعري ،


الذي وصف نفسه بقوله :


وإني و إن كنت الأخير زمانه *** لآت بما لم تستطعه الأوائل


وبدأ حديثه عن هذه الواو بهجومه العنيف على الفراء ،

واتهمه بسوء النظر و الفكر معًا .. ثم زعم أن هذه الواو صاحبة رسالة ،


مستشهدًا على ذلك بقوله تعالى :


{ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }

[ الأنعام : 124 ]


ثم ذكر مدَّعيًا أن حذف الجواب في الآية من دقائق الإعجاز ،

وأن حذف جواب{ إِذَا } مستفيض في القرآن ، وكلام العرب ؛


ولهذا قال في معنى الآية الكريمة :


{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

[ الزمر : 73 ]


كان لهم من إكرام الله ما لا يمكن حصره .. أو ما يشابهه .

ولم يتوقف الدكتور/ فضل عند هذا الحد ؛

بل زعم أن الجواب في آية أهل النار محذوف أيضًا ،

وأن جملة { فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } استئنافية ،


وأن المعنى :


{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

[ الزمر : 73 ]


وجدوا من الهول والحسرة والندامة والأسى ما يعجز عنه الوصف ،

وقال لهم خزنتها : كذا و كذا .

وانتهى من ذلك إلى القول :

رد مع اقتباس