الأخت / بنت الحرمين الشريفين
للعلم منزلة عظيمة في الإسلام، فأول آية نزلت في القرآن الكريم
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }
وأقسم الله -تعالى- بأداة الكتابة وهي القلم، فقال
{ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ }
وتؤكد السنة النبوية المشرَّفة مكانة العلم السامية؛ لذلك جعلت السعي
في طلب العلم موصلا إلى الجنة،
( من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل
الله له به طريقًا إلى الجنة )
[البخاري وأبوداود والترمذي].
وما يزال ثواب العلم يصل إلى صاحبه حتى بعد وفاته من غير انقطاع
( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة.
إلا من صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به،
والملائكة تحفُّ طالب العلم بأجنحتها،
قال صفوان بن عسال المرادي -رضي الله عنه-:
(أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد متكئ
على بُرْدٍ له أحمر، فقلت له: إني جئتُ أطلب العلم )
فقال صلى الله عليه وسلم: (مرحبًا بطالب العلم،
إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها).
والعلم ينقسم إلى فرض عين وفرض كفاية؛ فهناك ما لا يسع المسلم
جهله، وهو ما يجب على المسلم أن يعلمه عن ربه ودينه ونبيه
صلى الله عليه وسلم، ثم هناك فروض الكفاية التي يجب على المسلمين
سدها في التخصص العلمي كالصناعة والزراعة والطب.
والعلم طريق المسلم إلى معرفة الله حق المعرفة،
لذلك فأهل العلم أشد الناس خشية لله
{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }
على المتعلم أن يراعيها، وهي:
على المتعلم أن يُخلص النية لله في طلب العلم، ولا يتعلم بقصد حب
الظهور والسيطرة، ومماراة السفهاء
( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن
أول من تُسَعَّر بهم النار يوم القيامة:
( رجل تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه (الله) نعمه
فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: تعلمتُ العلم وعلمته، وقرأتُ
فيك القرآن. قال الله له: كذبت، ولكنك تعلَّمتَ ليقال: عالم.
وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ. فقد قيل. ثم أمر به فسُحِبَ
على وجهه حتى أُلْقي في النار)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه:
( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع
وعمل لا يرفع، ودعاء لا يسمع ).
[أحمد وابن حبان والحاكم].