ما أكثـر العلـم ومــا أوسعــه
من ذا الـذي يقــدر أن يجمعـه
إن كنـتَ لا بـد لـه طـالــبًا
محاولا، فالتمــسْ أَنْفَعَــــــــه
التفرغ والمداومة على طلب العلم:
العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كُلَّك. وكان السلف يقدِّرون
العلم ويتفرغون له. وطالب العلم يداوم عليه؛ لأن العلم كثير
اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد (الموت)
كُلَّمَا أدَّبَنــي الـــدَّهْرُ أَرَانــي نَقْـــصَ عَقـْلـــي
وَكَلَّمَـــا ازددتُ عِلْمـًـا زَادَنِي عِلـمًــا بــجَهْلــي
تطهير النفس من الأخلاق السيئة:
العلم النافع نور من الله يقذفه في قلوب عباده الأتقياء، ولا يقذفه في
قلوب أصحاب الطباع السيئة والأخلاق الفاسدة؛ لذا ينبغي على المسلم
الذي يطلب العلم أن يبتعد عن الحسد والرياء والعُجب وسائر
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر أعطاه
الله تعالى يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صدِّيقًا )
طلب العلم في الصغر كالنقش على الحجر.
ولا يستحيي الكبير من طلب العلم،
فقد روي أن قبيصة بن المخارق -رضي الله عنه- أتى إلى النبي
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
(ما جاء بك؟). قال: كبرت سني ورقَّ عظمي، فأتيتُك
لتعلِّمني ما ينفعني الله به، قال: (ما مررتَ بحجر ولا شجر
ولا مَدَرٍ إلا استغفرَ لك يا قبيصة، إذا صليت الصبح،
فقل ثلاثًا: سبحان الله العظيم وبحمده، تُعَافَي من العمي
والجذام والفالج (نوع من الشلل). يا قبيصة،
قل: اللهم إني أسالك مما عندك، وأَفِضْ على من فضلك،
وانشر على من رحمتك، وأَنْزلْ على من بركتك )
كان كثير من الصحابة يعملون، فإذا ما رجعوا من أعمالهم سعوا في
طلب العلم بقية يومهم، وسهروا على طلب العلم من القرآن والحديث.
فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال:
كنا نغزو ونَدَع الرجل والرجلين لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنجيء من غزاتنا فيحدثونا بما حدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فنحدث به فنقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلا بأس من أن يجمع المسلم بين طلب العلم والعمل
وابتغاء الرزق من فضل الله.
المسلم يتحلى بالصبر على مشقة طلب العلم، فالصبرُ زاد المؤمنين،
وهو الذي يعينهم على كل ما يلاقونه من متاعبَ وآلام.
من لم يتحمَّل ذُلَّ التعلم ساعة بقي في ذل الجهل إلى قيام الساعة.
والمتعلم يبدأ بالأوليات ومقدمات العلوم قبل أن يغوص فيها، ومعرفة ذلك
ترجع إلى توجيهات المعلِّمين. وكذلك يحرص على أن يتعرف على سائر
العلوم، وألا يترك نوعًا منها.
عليك بكل نوع من العلم فخذْ منه، فإن المرء عدو ما جهل،
وأنا أكره أن تكون عدوَّ شيء من العلم.
إذا رغب المسلم في التخصص في علم واحد؛ فيجب عليه أن يتخير
من العلم أشرفه، وأنفعه، وما يوافق ميوله وقدراته.
إذا أردتَ أن تكون عالـمًا فاعرف كل شيء عن شيء،
وإذا أردتَ أن تكون مثقفًا فاعرف شيئًا عن كل شيء.
( نضَّر الله امرءًا سمع منَّا حديثًا فحفظه حتى يبلِّغه غيره
فربَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقه منه، ورُبَّ حاملِ فقهٍ
وفي ذلك إشارة إلى أهمية الحفظ، ولذلك قال الإمام الشافعي:
عِلْمِـي مَـِعـي حَيثُمَا يمَّمْتُ يَتْبَعُنـــي
قَلْبِـي وِعَـاءٌ لَـه لا بَطْــنَ صُنْدُوقِ
إِنْ كُنْتُ فِي البَيتِ كَان العِلمُ فِيهِ مَعِـــي
أو كنتُ في السُّوق كَان العِلْمُ في السُّوقِ
العلم صيد والكتابة قيد، فيجب أن نقيِّد العلم لئلا ننساه،
يجلس إلى العالم ثلاثة: رجل يأخذ كل ما سمع،
ورجل لا يكتب ويسمع، ورجل ينتقي؛ وهو خيرهم.