ويوجد ضعف عدد تلك الوحدات من البيتاكاروتين في عدد 3 جزرات
صفراء، والتي لن تضر بالإنسان إذا ما أكل تلك الكمية من الجزر يوميا
أو ما يزيد عليها.
ومن المعروف أن سكان القطب المتجمد الشمالي (الأسكيمو) يتناولون
في طعامهم يوميا بما يقرب من 300.000 وحدة دولية من
فيتامين (A) والمتوفر في الأسماك والأطعمة البحرية التي تعتبر المصدر
الأول للغذاء في تلك المناطق القطبية، ودون أي أضرار صحية تذكر
من جراء ذلك. هذا ما ذكره الدكتور - ويبل - الحائز علي جائزة نوبل
في الطب لاكتشافه أن الكبد يقوم بالتدخل والحد من تطور فقر الدم
والمعروف بالأنيميا الخبيثة (Pernicious anemia) وذلك إذا ما
وضع المريض علي غذاء مكون من الكبد الطازج بدون طبخ 3 مرات
يوميا، ولمدة زمنية طويلة نسبية.
وهذا يعني أن المريض قد يحصل علي جرعات عالية من الفيتامينات
المتوفرة في الكبد، والتي لا يوجد لها أي آثار ضارة عليه، وحتى ولو
حصل ذلك، فإن مجرد خفض جرعة الدواء أو الطعام سوف يحل المشكلة.
وفيتامين (A) الطبيعي، مصدره زيت السمك، وهو أهم وأفضل من تلك
الفيتامينات المصنعة في المختبرات الدوائية، كما أن أعراض الجرعات
العالية أخف وطأ من ذلك المصنع في المختبرات.
سمك القد غني بفيتامين أ
فيتامين A وأثره في خفض نسبة الكولستيرول في الدم.
فقد بينت بعض الدراسات الطبية أن تناول فيتامين A لعلاج بعض
العوارض الطبية المرضية، قد أدي للحد من أمراض القلب المختلفة التي
تسببها زيادة نسبة الكولستيرول في الدم، وذلك مما أوضح أن لفيتامين A
دور ما في خفض نسبة الكولستيرول في الدم. ولبيان ذلك فقد تمت دراسة
أثر فيتامين (أ). وفيتامين D معا علي مجموعتين متساويتين في العدد
من مرضي الشرايين التاجية للقلب، وقد أعطي أحد تلك المجموعتين،
فيتامين A & D.. بينما المجموعة الأخرى هي للكنترول.
وتم أعطي المجموعة الأولي جرعات من فيتامين A قدرها 6000 وحدة
دولية، ومن فيتامين D جرعة قدرها 1.000 وحدة دولية،
لمدة 3 مرات في اليوم، وفي فترة زمنية ما بين 6 أشهر، وحتى 5 سنوات
متواصلة. وكانت النتيجة أن تلك المجموعة التي حصلت علي فيتامينات
(أ و د) لم يصاب منهم إلا نسبة 5% فقط من المجموع بأمراض القلب
والشرايين التاجية، بينما وصلت نسبة الإصابة في المجموعة الثانية
التي لم تتناول تلك الفيتامينات إلي 15 %.
الكبد مصدر غنى لفيتامين (أ)
وفي عدد من أفراد المجموعة الأولي والتي تتناول الفيتامينات (أ و د)،
لوحظ انخفاض في نسبة الكولستيرول في الدم في خلال فترة وجيزة
من 2 إلي 4 أسابيع، بينما في المجموعة التي لم تتناول تلك الفيتامينات،
فلم يلحظ أي تغير في مستوي الكولستيرول المرتفع في الدم لديهم.
وفي دراسات طبية بحثية أجريت في أستراليا، بينت أن سكان غنيا
الجديدة وهي من الدول النامية لا يعانون من أمراض القلب والشرايين
التاجية للقلب، حيث أن معدل تناولهم لفيتامين A يمثل نسبة عالية
في الاستهلاك، وذلك مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية التي انخفضت
فيها نسبة تناول هذا الفيتامين علي مدي الثلاثون عاما الماضية.
ولا شك أن تناول كل من فيتامين ( أ و د ) فكلاهما يقوي مفعول الأخر،
ويحد بشكل كبير من الإصابات المتكررة بنزلات البرد الحادة والمزمنة
في نفس الوقت ويباعد بين حدوثها إن لم يكن يمنعها تماما، مقارنة بفعل
كل فيتامين علي حدة في هذا المجال. وفيتامين (أ) هو من الفيتامينات
التي تذوب في الدهون، والتي يمكن أيضا تخزينها في الجسم لحين
الحاجة إليه في موعد لاحق.
وجميع المرضي الذين يعانون من أمراض عضوية واضحة، ومعرضون
للعدوي المعدية وللأمراض المزمنة، فهم بلا شك يعانون من نقص
في كميات فيتامين (أ) في أجسادهم وبنسب متفاوتة، حيث أن أمراض
الكبد، والجهاز الهضمي، يرجع سببها في الأغلب إلي نقص هذا الفيتامين.
وينبغي الحذر من تناول الزيوت المعدنية مثلما يحدث في حالات الإمساك
عند بعض المرضي، حيث أن تلك الزيوت المعدنية،
تحرم الجسم من محتواه من فيتامين (أ).