على مقاعد الدراسة رحلت بي الذكريات
لا أتقن سوى الإذعان يشكلني الواقف أمامي
كبرنا مع أحلامنا وأصبح لنا
يجب أن يصغى وأمنيات يجب أن تتحقق
يتوجب على الآخرين أن ينصتوا له
ولا ندري بالعمر إلا ونكتشف أن هناك ما
أشحنا النظر عنه رغم أهميته وعلامة ذلك
حين نقف في وسط الطريق بقلوب خالية
فنخطو خطوة شجاعة ونلتفت إلى ما خلفناه ورائنا
ولا نجد إلا تخبطات وعثرات وأننا أرهقنا تلك القلوب
بالبحث عن مأوى حتى إذا ما توقفنا عند أحدها
لا نلبث إلا ونسمع أصواتا تنادي برحيلنا فنحفظ ماء
وجوهنا ونبتعد بحثا عن مأوى آخر نمسي في دائرة
الحب متشردين يمر بجانبنا الآتين من بعدنا ويتجاوزون
نمسك بأطراف خيوط الأمل ونتخيل أن هذا يعشقنا
بصمت وذاك يهتم بنا والآخر يتتبع خطواتنا
أنه لا أحد عندما يكون الوطن أمنية
ليس بالمعنى المجرد للوطن بل هو أقرب
للإنتماء من أن يكون وطنا بحد ذاته
يوضح لنا صحة الإختيار من سوءه
لنعيد النظر في قلوبنا وما آلت إليه
يكفيها من الهوان ما لاقت ويكفيها من الوقوف
على أعتاب القلوب لتظفر بحب بالي
يكرر معها قصصه القديمة ويسرد عليها نفس الكلمات
ولنتوقف عن النظر في وطن فضل الإنزواء
في مكان بعيد وأوصد أبوابه عن الناظرين إليه
ومع ذلك نكرر طرق الباب حتى خدشنا كرامتنا بأيدينا
فهناك ما أشحنا النظر عنه رغم أهميته
وعلامة ذلك حين نقف في وسط الطريق بقلوب خالية
لا تدري إلى أين تنتمي ولنعي أننا لم نعد في زمن الضفائر
والقامات الصغيرة دمتم أنقياء صادقين