سورة : التوبة ، من الآية رقم ( 1 ) إلى الآية رقم ( 4 ) .
( اللهم اجعل القرآن العظيمَ ربيعَ قلوبنا ونورَ صدورنا
وجلاءَ أحزاننا وذهابَ همومنا وغمومنا )
{ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)
فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ
مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ
اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ
مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ
تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ
كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا
إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) }
أي: هذه براءة بمعنى تبرؤ وتباعد وتخلص .
{ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ }:
أي: سيروا في الأرض طالبين لكم الخلاص.
{ وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ }:
{ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ }:
{ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا }:
أي: من شروط المعاهدة وبنود الاتفاقية .
{ وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا }:
أي: لم يعينوا عليكم أحداً .
هذه براءة من الله ورسوله، وإعلان بالتخلي عن العهود التي كانت
بين المسلمين والمشركين.فسيروا -أيها المشركون- في الأرض مدَّة
أربعة أشهر، تذهبون حيث شئتم آمنين من المؤمنين، واعلموا أنكم لن
تُفْلِتوا من العقوبة، وأن الله مذل الكافرين ومورثهم العار في الدنيا، والنار
في الآخرة. وهذه الآية لذوي العهود المطلقة غير المؤقتة، أو من له عهد
دون أربعة أشهر، فيكمَّل له أربعة أشهر، أو مَن كان له عهد فنقضه.
وإعلام من الله ورسوله وإنذار إلى الناس يوم النحر أن الله بريء من
المشركين، ورسوله بريء منهم كذلك. فإن رجعتم -أيها المشركون- إلى
الحق وتركتم شرككم فهو خير لكم، وإن أعرضتم عن قَبول الحق وأبيتم
الدخول في دين الله فاعلموا أنكم لن تُفْلِتوا من عذاب الله. وأنذر
–أيها الرسول- هؤلاء المعرضين عن الإسلام عذاب الله الموجع.
ويُستثنى من الحكم السابق المشركون الذين دخلوا معكم في عهد محدد
بمدة، ولم يخونوا العهد، ولم يعاونوا عليكم أحدا من الأعداء، فأكملوا لهم
عهدهم إلى نهايته المحدودة. إن الله يحب المتقين الذين أدَّوا ما أمروا به،
واتقوا الشرك والخيانة، وغير ذلك من المعاصي.
أولاً: جواز عقد المعاهدات بين المسلمين والكافرين إذا كان ذلك لدفع
ضرر محقق عن المسلمين، أو جلب نفع للإِسلام والمسلمين محققاً كذلك.
ثانياً: تحريم الغدر والخيانة، ولذا كان إلغاء المعاهدت علنياً وإمداد
أصحابها بمدة ثلث سنة يفكرون في أمرهم ويطلبون الأصلح لهم.
ثالثاً: وجوب الوفاء بالمعاهدات ذات الآجال إلى أجلها
رابعاً: فضل التقوى وأهلها وهو اتقاء سخط الله بفعل
المحبوب له تعالى وترك المكروه.