الأخت / بنت الحرمين الشريفين
أمر الله -عز وجل- بالسياحة في الأرض، والنظر والاعتبار في آلائه ودقة
صنعه وتَدَبُّرِ آثار الأمم السابقة.
{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ }
{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا )
ومن آداب المسلم في السفر:
المسلم يجعل من سفره قربة إلى الله باستحضار النية الصالحة،
( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى،
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله،
ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها
فهجرته إلى ما هاجر إليه )
أن يكون السفر لما يحبه الله ويرضاه:
( ما من خارج من بيته إلا ببابه رايتان؛ راية بيد ملك،
وراية بيد شيطان، فإن خرج لما يحب الله اتبعه الملك برايته،
فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته. وإن خرج
لما يسخط الله اتبعه الشيطان برايته، فلم يزل تحت راية الشيطان
الاستشارة والاستخارة قبل الخروج للسفر:
المسلم يشاور إخوانه فيما ينوي عمله من أمور؛
{ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ }
كما أنه يستخير ربه، ويعمل بما ترتاح إليه نفسه بعدها؛
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( من سعادة ابن آدم استخارته الله. ومن سعادة ابن آدم رضاه
بما قضى الله له. ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله. ومن شقاوة
ابن آدم سخطه بما قضى الله له)
قـضاء الديون ورد الودائع:
المسلم يؤدي ما عليه من ديون وودائع، وغيرها من الأمانات قبل سفره،
فإن لم يقدر على سداد الدَّين، فليستأذن المدين في الخروج، فإن أذن له خرج
وإلا قعد. فعندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ترك
علي بن أبي طالب في مكة؛ حتى يؤدي الودائع إلى أهلها.
( ما حقُّ امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه،
يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده )
المسلم يختار رفيقه في السفر من أهل الدين والتقوى ليعينه على الطاعة،
( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )
( لو يعلم الناس ما في الوحدة ما
أعلم ما سار راكب بليل وحده )
(الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة رَكْبٌ )
رواه أبو داود والترمذي وأحمد