الأبنة / أحلام عبد العزيز
هذا الخريف لا يشبه شيئا إلا قلبك وأنالا يشبه إلا وجوه الأطفال
الذين.يسردون قصصهم الحزينة في غرفتي المغلقة الدافئة.
غرفتي ملجأ الأسرار الكبيرة كثير من الحب يسكن داخل جدرانها
أجلس فيها وحدي حارسة للأسرار وحارسة للحب وللخوف
غرفتي خشبة مسرح لك ولأولئك الصغار الذين طردتهم الحياة.
من ساحاتها الكبيرة يدخلونها يؤدون فيها أدوارهم
البريئة الممنوعة ثم يخرجون إلى الشوارع خفيفين
كريشة تتلذذ قليلا بالتحليق اللولبي مع الأوراق
المتلونة الجافة الرقيقة قبل أن تتكسر تحت أقدام الكبار.
المسرعين إلى أقدارهم المجهولة...
هذا الخريف لا يشبه شيئا إلا قلبك وأنا وبعض
وأنا هنا قرب مدفأتي لا أنتمي إلى هذا العالم
بل لك وإلى وجوه أطفال تلاحقني تبتسم وتنسج نهايات
لكل القصص التي يسكبونها في بئر قلبي
كلما أمطرت غيمة أمسكت آلة التصوير.
العاتبة علي مسحت عنها غبارها وأعدتها
إلى مكانها.العزيز فوق الرف
لا أعرف كيف ومتى فقدت قدرتي على التصوير
ما أذكره أنني منذ بدأ هذا الخريف
لم تعد عدستي تجيد إلتقاط المشاهد المدهشة
أو ربما لم يعد هذا العالم يجيد إدهاشي
كيف أصور عالما لا يدهشني.