الأخ / فارس خالد - موقع الشيبة الصديق
درس اليوم
[ سلسلة الشمائل المحمدية ]

هـذا الـحـبـيـب : غـَـزَواتـُـه - صلى الله عليه وسلم –
على إثر غزوة الأحزاب، ورداً على نقض بني قريظة عهدهم مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم خرج المسلمون إليهم وعددهم ثلاثة آلاف،
والخيل ثلاثون فرساً، فنازلوا حصون بني قريظة، وفرضوا عليهم
الحصار، ولما اشتد عليهم الحصار عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد
ثلاث خصال: إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد صلى الله عليه وسلم
في دينه، فيأمنوا على دمائهم وأموالهم وأبنائهم ونسائهم -وقد قال لهم:
والله، لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل، وأنه الذي تجدونه في كتابكم-، وإما
أن يقتلوا ذراريهم ونساءهم بأيديهم، ويخرجوا إلى النبي صلى الله
عليه وسلم بالسيوف مُصْلِِتِين، يناجزونه حتى يظفروا بهم، أو يقتلوا
عن آخرهم، وإما أن يهجموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه، ويكبسوهم يوم السبت؛ لأنهم قد أمنوا أن يقاتلوهم فيه،
فأبوا أن يجيبوه إلى واحدة من هذه الخصال الثلاث.
فلما أصبحوا نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواثبت
الأوس، فقالوا: يا رسول الله إنهم موالينا دون الخزرج، وقد فعلت
في موالي إخواننا بالأمس ما قد علمت، وقد كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قبل بني قريظة قد حاصر بني قينقاع وكانوا حلفاء الخزرج،
فنزلوا على حكمه فسأله إياهم عبد الله بن أبي ابن سلول، فوهبهم له،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فأتي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال