عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-09-2013, 08:02 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي


4-( ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا ،

كلما دنا من حوض ( منع وطرد ) ،

فجاءه صيام شهر رمضان فأسقاه , وأرواه )


وهذا دليل على شدة الموقف يوم القيامة ،

وقد تكون أعمال ذلك الرجل ضعيفة ، يضيّع كثيراً من الحقوق ،

فلم يؤهله رصيده الأخروي للدنوّ من الحياض إلا بشفاعة أو إذن ،

فلما وصله الدعم الإلهي والرحمة الربّانيّة –

وقلْ : وصلته بطاقة السماح ، وهي الصيام ،


كما قال تعالى : في الحديث القدسي :


( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )


لما للصيام من ثواب كبير وأجر عظيم – جاءه الفرج فروى ظمأه ،

نسأل الله تعالى أن يروينا بيد الحبيب المصطفى شربة لا نظمأ بعدها أبداً .


5-( ورأيت رجلا من أمتي ورأيت النبيين جلوسا حلقا حلقا ،

كلما دنا إلى حلقة طرد ومنع ،

فجاءه غسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي )


وهذا موقف يدل على مكانة الطهارة المادية والمعنوية في الإسلام ،

والنبيون الكرام رمز تلك الطهارة ،

فهم أنبياء الله تعالى والمخلـَصون من خلقه لا يجلس معهم ولا يدنو منهم –

في ذلك الموقف - إلا الطهور قلباً وبدناً ، وهذه لفتة كريمة إلى الطهارة

ألا ترى معي كيف علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعو للميت ؟


( اللهم اغسله بالماء والثلج والبرَد ،

ونقـّه من الخطايا كما يُنّقـّى الثوب الأبيض من الدنس ) .


فإذا بالطاهر من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه الله تعالى

أن ينال حظوة ما بعدها حظوة

وهي الجلوس قرب الحبيب صلى الله عليه وسلم ونيل شرف التقرب إليه .

( اللهم ارزقنا تلك الحظوة واحشرنا في زمرته صلى الله عليه وسلم ) .


6- ( ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة ،

ومن خلفه ظلمة ،وعن يمينه ظلمة ، وعن يساره ظلمة ،

ومن فوقه ظلمة ،وهو متحير فيه ،

فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور )


تصوير مخيف ، مخيف لرجل يحيط به من كل مكان ظلام دامس ،

لا يستطيع عنه فكاكاً ، ولا منه خلاصاً ، إنه موقف رهيب ،

فقد يتحرك خطوة تودي به في حفرة من حفر النار – والعياذ بالله - ،

فما المخرج ، وإلى أين الملجأ ؟

يدعو الله تعالى أن يبصّره ليمضي إلى حيث الأمان والنجاة ..

وإذا بالحج والعمرة ينقذانه مما هو فيه .

إنه تحمّل مشاق الحج وصعوبة العمرة من بذل للمال، وتحمل لمشاق السفر،

يرجو بذلك رضوان الله تعالى والنجاة من النار والفوز بالجنة ،


والله تعالى :


{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ

وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا }

[ النساء : 40 ]


فإذا بركن الإسلام الخامس ينقل العبد إلى حيث النور ،

ومن كان في النور فقد وصل بر الأمان ولندعُ


كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يدعو :


( اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي بصري نورا ، وفي سمعي نورا ،

وعن يميني نورا ، وعن يساري نورا ، وفوقي نورا ، وتحتي نورا ،

وأمامي نورا ، وخلفي نورا ، واجعل لي نورا)


7- ( ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار وشررها ،

فجاءته صدقته فصارت سترا بينه وبين النار وظلا على رأسه )


في ذلك اليوم يشتد غضب الله تعالى على الكافرين والفاسقين الظالمين ،

وتدنو الشمس من الخلائق جداً .

وتظهر النار بمنظرها المخيف الرهيب ترمي شواظها على المجرمين ،

أما من تقرب إلى الله عز وجل يرجو رحمته ويخشى عذابه ،

فإن الله تعالى يبعده عن الشرر ، ويقيه المخاطر بفضله وكرمه ،

فقد كان المسلم محسناً متصدّقاً ، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً .


ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم :


( ان صدقة السر تطفئ غضب الرب )


ألم يدلنا على المكان الذي يسترنا عن شدة الحر والظمأ يوم القيامة ؟


ألم يقل في حديث السبعة :


( سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله )


ومن هؤلاء السبعة قوله صلى الله عليه وسلم :


( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها

حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )


ألم يقل الحبيب المصطفى منبهاً ومعلماً :


( فاتقوا النار ، ولو بشق تمرة )

فمن كثرت صدقاته فقد عمل لآخرته ، واتخذ عن النار ستارا ً

رد مع اقتباس