يجوز للمرأة أن تشترط على زوجها شروطًا في العقد، وعليه الوفاء بها،
فالمسلمون على شروطهم إلا شرطًا أحل حرامًا أو حرم حلالا.
قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
( أحق الشروط أن يُوفى به ما استحللتم به الفروج )
فلها أن تشترط عليه أن يهيئ لها بيتًا مناسبًا. بينما لا يجوز لها
أن تشترط شرطًا يسقط حقًّا من حقوق الزوج، كأن تشترط عليه
ألا يجامعها، فترهقه، وتحرمه من الولد.
إعلان النكاح وما يباح فيه من الغناء
رغَّب الشرع في إعلان الزواج؛ ليختلف عن نكاح السر المحرم،
وحتى يعلم القريب والبعيد، وليكون ترغيبًا لسائر الشباب في الزواج.
قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
وفي بعض المجتمعات يتم العقد في المساجد عقب إحدى الصلوات؛
حيث يكون الناس متوضئين، ولعل دعواتهم للزوجين تقبل عند الله -عز وجل-
ويجب ألا يسيء ذلك إلى المسجد ووقاره وآدابه؛ كأن ترتفع الأصوات
أو غير ذلك. ويجوز الغناء للعروسين، بشرط ألا يكون الغناء مثيرًا
للغرائز والشهوات، وأن لا يختلط الرجال بالنساء، فتغنى المرأة للنساء
والرجل للرجال، وأن لا يكون في المقام ما حُرِّم، كشرب الخمر،
فعن عامر بن سعد -رضي الله عنه- قال:
[ دخلتُ على قرظة بن كعب، وأبى مسعود الأنصاري في عرس
وإذا جوارٍ يغنين، فقلتُ: أنتما صاحبا رسول الله ومن أهل بدر
يُفعل هذا عندكما؟! فقالا: إن شئت فاسمع معنا،
وإن شئتَ فاذهب. قد رُخِّص لنا في اللهو عند العرس ]
حفلة الزفاف إظهار للسعادة والفرح بالعرس، وفيها زيادة إعلان
بالزواج، ويجوز الغناء واللهو المباح فيها. فقد زفَّت السيدة عائشة
-رضي الله عنها- الفارعة بنت أسعد -رضي الله عنها- وسارت معها
في زفافها إلى بيت زوجها نبيط بن جابر الأنصاري،
فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
( يا عائشة، ما كان معكم لهو؟! فإن الأنصار يعجبهم اللهو )
( فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف، وتغني؟ )
قالت عائشة: تقول ماذا يا رسول الله ؟ قال: تقول:
أتيناكـم أتيناكـــم فحيونـــا نحييكــــم
ولولا الذهب الأحمــر ما حلَّتْ بواديكــــــم
ولولا الحنطة السمــراء ما سمنت عذاريكـــــم
وقد أباح الشرع استخدام الدف في العُرس،
( فصل ما بين الحلال والحرام: ضرب الدف،
[الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم].
أما ما يفعله بعض الناس من إقامة السرادقات، وجلب المطربين
والراقصات، وشرب المسكرات، واختلاط الرجال بالنساء، والفتيات
بالفتيان اختلاطًا فاحشًا، وجلوس الرجل بجوار عروسه المزينة،
والناس ينظرون إليها، فتلك أمور لا يقرها الشرع، ولا يعترف بها
وحرمها، وأمر بالبعد عنها. وعلى من يحضر عرسًا كهذا أن ينكر
على أهله هذا الأمر بالحكمة والموعظة، فإن رأى أنه سَيَعْجَزُ
عن إنكار المنكر، فليعتزل هذا العرس.
دعوة الأهل والإخوان لحضور العرس والوليمة
على المسلمة أن تحرص على دعوة الأهل والأصدقاء لحضور عرسها
لما في ذلك من تقوية أواصر الصداقة والمحبة، ودعم روح الألفة
والتعاون بين أفراد المجتمع. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر
بإجابة الدعوة إلى العُرْس،
فيقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
( أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتُم لها )
كما أمر بإجابة الدعوة إلى الوليمة،
فقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
( إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتها )
ووليمة العرس سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وفيها إظهار لروح السعادة والبهجة بالزواج، وتستحب الوليمة قبل البناء
أو بعده.