و إعطاؤه لآخرين تحقيقا لغرض
ما حكم القراءة على ماء زمزم من قبل أشخاص معينين
لإعطائه شخصًا ما لتحقيق أي غرض منه أو لشفائه؟
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرب من ماء زمزم ،
وأنه كان يحمله، وأنه حث على الشرب منه
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى
السقاية فاستسقى، فقال العباس : يا فضل، اذهب
إلى أمك فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم
بشراب من عندهافقال صلى الله عليه وسلم:
اسقني فقال: يا رسول الله، إنهم يجعلون أيديهم فيه،
قال: اسقني ، فشرب ثم أتى زمزم وهم يستقون
ويعملون فيه فقال: اعملوا فإنكم على عمل صالح ،
ثم قال: لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل
- يعني: على عاتقه، وأشار إلى عاتقه )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك
الله، وإن شربته يشبعك أشبعك الله به، وإن شربته
لقطع ظمئك قطعه الله وهي هزمة جبريل
رواه الدارقطني وأخرجه الحاكم
( أنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله )
إلى غير ذلك من الأحاديث التي وردت في فضل ماء زمزم
وخواصه.وهذه الأحاديث وإن كان في بعضها مقال؛ إلا أن بعض
العلماء صححها وعمل بها الصحابة واستمر العمل بمقتضاها إلى
يومنا. ويؤيد ذلك ما رواه مسلم في صحيحه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في زمزم:
( إنها مباركة وإنها طعام طعم )
وزاد أبو داود بإسناد صحيح:
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في ماء
زمزم لأحد من أصحابه ليشربه أو يتمسح به؛ تحقيقًا لعرض
أو رجاء الشفاء من مرض مع عظم بركته وعلو درجته وعميم
نفعه وحرصه على الخير لأمته ومع كثرة تردده على زمزم قبل
الهجرة وفي اعتماره مرات وحجه للبيت الحرام بعد الهجرة ولم
يثبت أيضًا أنه أرشد أصحابه إلى القراءة عليه مع وجوب البلاغ
عليه والبيان للأمة، فلو كان ذلك مشروعًا لفعله وبينه لأمته فإنه
لا خير إلا دلهم عليه ولا شر إلا حذرهم منه. لكن لا مانع من
القراءة منه للاستشفاء به كغيره من المياه، بل من باب أولى؛
لما فيه من البركة والشفاء؛ للأحاديث المذكورة.
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء